تحتفل مصر غدا بذكري الثورة العظيمة التي أزاحت نظام حكم فاسدا جثم علي ابناء الشعب المصري 30 عاما, وكان يخطط لاستكمال هذا النظام من خلال توريث الحكم, في سابقة لم تحدث في مصر, وتأتي الاحتفالات وسط دعوات من بعض التيارات بوجوب تسليم السلطة من المجلس العسكري للمدنيين فورا وخلال الذكري الاولي. لقد خرج علينا منذ فترة العديد من رموز القوي السياسية مطالبين المجلس العسكري بوضع خطة زمنية لتسليم السلطة, وأعلن المشير طنطاوي أن الرئيس الجديد سيتسلم السلطة في الاول من يوليو المقبل, الا ان تلك التيارات لم يعجبها ذلك, وأستعدت لان يكون يوم25 يناير هو آخر موعد للمجلس العسكري في ادارة شئون البلاد, وكأنهم أصبحوا المتحكمين في مقدرات الشعب المصري وأوصياء عليه, وكأنه لا توجد أي مؤسسات في الدولة وعلي رأسها مجلس الشعب المنتخب. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط ولكن يخرج علينا يوميا في القنوات الفضائية عدد من الفلاسفة ليحدثونا عن الخروج الامن للمجلس العسكري, وهو الكلام الذي لا يتجاوز حدود عقل طفل صغير, فأي خروج امن يتحدثون عنه؟, فهل المجلس العسكري يتبع دولة أخري ويحتل هو وقواته مصر ويبحث عن خروج امن بعد الانسحاب, هل نسي أو تناسي هؤلاء الداعين الي خراب مصر الدور الذي لعبه الجيش في انجاح الثورة, واجبار مبارك علي التخلي عن الحكم. هل يبحث المجلس العسكري عن خروج آمن بعد أن تم انتخاب مجلس شعب نزيه, ووضع خريطة طريق لتسليم السلطة للمدنيين, وتقديم مبارك وأعوانه لمحاكمات علي ما اقترفوه من ذنوب, ومحاولاته المستمرة لانقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي, واعادة الامن مرة أخري. فبدلا من أن يبحث الشعب والقوي السياسية, علي شكل احتفالية بالقوات المسلحة علي ما قدمته خلال الفترة الانتقالية, تتعالي أصوات أخري بمطالب لا يمكن أن تصدر من أشخاص وطنيين يعملون علي استقرار الوطن ويدعون حبه, فمن العار أن نتهم أبناء القوات المسلحة بالكذب والخيانة للوطن, فسيظل الجيش المصري هو حامي الوطن, وسيذكر التاريخ انه هو حامي ثورة 25 يناير برغم الدعوات والمطالبات غير الواعية, التي تهدد في المقام الاول الأمن القومي المصري. المزيد من أعمدة جميل عفيفى