ذكر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط فى تقرير للكاتبين إيريك تراجر الزميل بالمعهد وديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية بالمعهد أنه مع دخول الأزمة الأوكرانية أسبوعها الثانى.. يتناقض الموقف الأمريكى تجاه مصر مع الموقف الأمريكى الداعم للثورة الشعبية التى أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش خاصة بعد الانتقادات الأمريكية تجاه عزل مرسى العام الماضي. وأشار الكاتبان إلى أن الشعور السائد ، الذى يبرز فى الصحف الرائدة فى مصر ، هو أن واشنطن غير متناسقة وغير موثوق بها. وأضاف التقرير أنه فى الشهر الماضى اختار المشير عبد الفتاح السيسى روسيا كوجهة لأول زيارة له بسبب عدم الثقة فى واشنطن ، وهى الزيارة الأولى لدولة غير عربية منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي. وعقب عزل مرسى ، علقت الولاياتالمتحدة بعض أنظمة الأسلحة إلى مصر ، مما دفع السيسى للحصول على مساعدة موسكو لتنويع مصادر بلاده من المشتريات العسكرية. ووفقا لتقارير مختلفة ، كما يقول الكاتبان، فإنه تم الاتفاق مع روسيا على صفقات محتملة لشراء أسلحة بقيمة مليارى دولار خلال الزيارة، وقالا إنه إذا تمت الصفقة، سوف يؤدى ذلك إلى تآكل التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل، وسيتسبب ذلك فى شرخ آخر فى العلاقات المصرية الأمريكية. وقد تبدو مسألة شراء الأسلحة الروسية للوهلة الأولى كما يقول المعهد فى تقريره أمرا غير ضرورى ، وربما محفوفا بالمخاطر، نظرا للالتزامات المالية الأمريكية الحالية لمصر، فبعد عزل مرسى وضعت واشنطن قيودا على عدة أنظمة عسكرية رئيسية، مما دفع الجانب المصرى للبحث عن مورد إضافى ، فى الوقت الذى أجلت فيه إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تسليم أربع طائرات إف 16 لأجل غير مسمي، وخمسة صواريخ، وعشرات دبابات طراز إم 1 إيه 1 والتى يتم تجميعها فى مصر، والأهم من ذلك كله عشر طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشى . وبالنسبة لمصر، التى تواجه التطرف الإسلامى المتنامى فى شبه جزيرة سيناء، فإن الحصول على مروحيات أباتشى إضافية أمر بالغ الأهمية، اذ أن المروحيات الأمريكية مهمة فى حملة مكافحة الإرهاب بسيناء. وأشار المعهد إلى أنه حتى الآن لم يتم التأكيد على إتمام صفقات الأسلحة مع موسكو ، لكن التقارير المصرية تشير الى أنه من المحتمل أن تتم الصفقة والتى تضم طائرات روسية طراز إم آى 35 وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز إم آى 17 ، وطائرة هليكوبتر متعددة الأغراض كجزء من الحزمة. وأضاف التقرير أنه توجد أسلحة أخرى فى قائمة التسوق مثيرة للجدل ، فعلى سبيل المثال، يتردد أن القاهرة تسعى لأنظمة دفاع جوى روسية، ويحتمل أن تضم الصفقة صواريخ إس 300 وكذلك طائرات مقاتلة من طراز ميج وأسلحة مضادة للدبابات. واضاف الكاتبان أن قرار الرياض لتمويل خمسة مليارات دولار من الأسلحة الروسية والفرنسية لعملاء الولاياتالمتحدة علامة على السخط السعودى من سياسة الولاياتالمتحدة حول القضايا الإقليمية الحساسة ، ولا سيما إيران وسوريا ومصر، كما أن استمرار الخلاف بين الولاياتالمتحدة والسعودية قد يمكن القاهرة من شراء أنظمة أسلحة غير مسبوقة ومتقدمة للغاية بالرغم من اعتراضات واشنطن واسرائيل. ويضيف التقرير أن القادة السياسيين والعسكريين المصريين يصرون على أنه لا توجد لديهم مصلحة فى خفض مستوى العلاقات مع واشنطن، لأنهم يدركون جيدا أنه لا يمكن أن تحل دولة أخرى محل الولاياتالمتحدة لاعتماد مصر على إمدادات السلاح الأمريكى لكن رد فعل وسائل الاعلام المصرية لزيارة السيسى لموسكو تمثل مؤشرا على أنه أصبح لديه دعم قوى لتنويع مصادر الأسلحة. علاوة على ذلك، فإن تأييد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لترشح السيسى للرئاسة كان سببا كبيرا فى تغذية الحماس الشعبى لعلاقات أقوى مع موسكو، لا سيما فى صفوف كتلة المصريين الذين أيدوا عزل مرسى فى يوليو الماضي. وفى نهاية المقال، يقول الكاتبان إن صفقة الأسلحة الروسية لمصر تنذر بانخفاض تدريجى فى قدرة واشنطن على السيطرة على نوعية وكمية الأسلحة التى تتلقاها القاهرة، كما ستتسبب فى تراجع الحفاظ على التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل فى المنطقة.