أكد المشير عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى أن أى إنسان يحب مصر والمصريين لا يمكن أن يدير ظهره لشعبه، إذا ما وجد رغبة من عدد كبير منهم فى استدعائه للقيام بمهمة وطنية، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها فى حفل أقيم بمقر الكلية الحربية، بمناسبة انتهاء فترة الإعداد العسكرى والتدريب الأساسى لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية. وقال إنه يتحدث الآن «بالإشارة» حتى لا يستمر الجدل حول هذا الأمر، وكى لا تستمر حيرة المواطنين. وأوضح أن أى إنسان لا يشغل منصبا عاما بوسعه أن يتصرف كما يريد، ولكن المسئول الذى يشغل منصبا عاما عليه مسئوليات ولديه قيم ومبادئ لابد أن يحافظ عليها، ومن ثم، فهو ليس حرا فى أن يتكلم وقتما يشاء. وقال: «أرجو أن تكون الإشارة قد وصلت إلى الجميع».. وأضاف أن علينا أن نترك الأمور خلال الأيام المقبلة للإجراءات المفترض أن تتم بشكل رسمى فى هذه الظروف الصعبة، التى يمر بها الوطن، موضحا إنه يخطئ من يظن أن النجاح فى التعامل مع المشكلات المتراكمة على مدار أكثر من 30 عاما مضت أمر مرتبط بالشخصية التى سيختارها الشعب المصرى. وأكد أن النجاح القادم «بإذن الله» مرتبط بإيمان كل المصريين وعملهم الدءوب. وطالب المواطنين بضرورة التكاتف شعبا، وجيشا، وشرطة لضمان النهوض بالبلاد فى ظل الظروف التى تعيشها، والعمل يدا بيد لأن مشكلات مصر لن يحلها سوى المصريون وليس غيرهم، وأضاف أن مصر لن تتقدم بالمساعدات بل التكاتف والعمل حتى تظل مصر هى مصر، وليس مثل أى بلد آخر فى المنطقة، ودعا الشعب إلى النظر لما يجرى فى عدد من دول المنطقة باسم الإسلام، وقال: «ليس هذا هو الإسلام الذى ارتضاه الله لنا». وأشار فى هذا الصدد، إلى أنه حذر الرئيس السابق محمد مرسى من تحول الخلاف بين جماعة الإخوان والشعب إلى خلاف دينى عندما تقول مثل هذه الجماعات إنها تنتصر للإسلام، وأشار إلى أنه قال للرئيس السابق: «لا تدخلنا فى فتنة أعرض نفسك على الشعب فى استفتاء إما يؤيدك فالناس تسكت أو لا تؤيدك فالناس تسكت، لكنهم تصرفوا بطريقة إحنا نحكمكم أو نقتلكم، ولكن قلنا قبل ما تقتلوا المصريين اقتلونا إحنا الأول». وشدد السيسى على أن الجيش المصرى جيش وطنى شريف يبذل كل جهد من أجل الوطن، بكل الأمانة والشرف، وقال: «هناك أشياء معروفة ومعلنة ومازال هناك الكثير غير معروف وغير معلن». وأضاف فى هذا الإطار: «لا نريد من أحد أن يشتبك مع أحد، فمصر لا تتحمل ذلك بل يجب أن تنصرف الجهود إلى البناء والتنمية وليس إلى أى شيء آخر». وقال: نحن المصريون الآن فى حاجة إلى الانتباه (وكرر هذه العبارة ثلاث مرات)، لأن البلد لايتحمل ما يشهده حاليا، وشدد على أن المسئولية مشتركة ولاأحد سيستطيع أن يحل مشكلاتها مهما كان من يختاره الشعب، فالحل بيدنا جميعا ويجب أن نضع يدنا بيد بعضنا البعض لأن هناك أخطارا حقيقية تتعرض لها البلاد. ووجه حديثه لأبناء الشعب المصرى قائلا: «عاوزين واللا مش عاوزين.. اللى عايز ينسى نفسه ويفكر فى بلده ومستقبل أولاده القادم، فلابد من التوقف والتفكير ثم نقرر ماذا نريد لمستقبل مصر».