كانت أبرز التصريحات التى أدلى بها المهندس إبراهيم محلب عقب تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، أنه سيكلف الوزراء فى وزارته بالعمل 15 ساعة يوميا، ولكن يظل الأهم من كم ساعات العمل التى يقوم بها الوزراء الجدد هو ما يتم إنجازه فعليا على الأرض من رفع المعاناة عن المواطنين، وكيفية حل مشكلاتهم وتخفيف الأعباء المتراكمة على كاهلهم، فهذا بالفعل المقياس الحقيقى لنجاح الوزارة الجديد. ومن المهام الثقيلة أمام الحكومة الجديدة، تحريك عجلة الإنتاج، ومحاصرة الإضرابات والاحتجاجات العمالية، وتطبيق عادل للأجور، وإرساء دعائم الأمن والاستثمار، وعودة السياحة، ومعالجة البطالة المتضخمة وغيرها، ولن يتاح للحكومة تحقيق هذا أو أقل منه، دون تعاون الشعب، فحتى لو عمل الوزراء 24 ساعة يوميا، دون تكاتف شعبى وتلاحم جماهيرى حولهم، لن ينجزوا شيئا، لابد أن تتوافر للشعب أولا إرادة العمل وتحدى العقبات التى تواجهنا، مع مراعاة الظروف الطارئة فى المرحلة الصعبة الحالية، فالحكومة الجديدة بمفردها لن تستطيع أن تنجح مهما فعلت إذا تخلى الشعب عنها، فالناس بتصرفاتها الإيجابية تمنح قبلة الحياة للحكومة، ولكن الناس أيضا لها حساباتها، وتنتظر ما ستصدره الحكومة من قرارات تحدد بها توجهاتها ومواقفها من القضايا الاجتماعية مثل دعم الفقراء ومحاربة رفع الأسعار، لتحديد موقفهم من الحكومة. وتبقى الكلمة السحرية لنجاح أى حكومة فى العالم هى الارتفاع بمستوى معيشة المواطن، وهذا لا يتحقق إلا بزيادة الأجور مع ثبات أسعار السلع والخدمات، ولكن ما يحدث عندنا للأسف هو العكس حيث يكون الثبات فى الأجور، والارتفاع فى الأسعار، وهو ما يجب أن تنتبه له الحكومة الجديدة فتكون من أولوياتها توفير الميزانيات المالية اللازمة لرفع الأجور، مع إنشاء الأجهزة الرقابية والتموينية لضبط الأسعار، وحماية المستهلك، فمهما ارتفعت الأجور، ستضيع هذه الزيادة عبثا، طالما الأسعار تقفز بنسبة أعلى، فى مقابل لو خفضت أى حكومة الأجور مع تخفيضها الأسعار بنسبة أعلى، ستحظى بتأييد شعبى ليس له حدود، لأن مستوى المعيشة سيكون افضل. لمزيد من مقالات د. عبدالغفار رشدى