أحاول هذه الايام لاسباب صحية ان اتجنب التعليق على بعض المشاهد المقرفة التى تحوط الساحة العامة.. وفى محاولتى الابتعاد عن كل ما اوسعته نقدا ورفضا وادانة ووصما، وجدت ضالتى المنشودة فى كتاب مصطفى بكرى الجديد والصادر منذ ايام (مرسى فى القصر نوادر وحكايات) حيث أبى مصطفى ان يترك حتى جانب المسخرة فى شخصية وافعال وادارة محمد مرسى إلا ويفضحه على رؤوس الاشهاد، ويقدمه الى الناس خبزا ساخنا على الرصيف مستكملا البورتريه التاريخى الذى يرسمه لعهد الاخوان الاسود!، وقد خط عنه ثلاثة كتب حتى الان وكان (مرسى فى القصر) رابعها.. بدأت الضحك بمجرد مطالعتى الغلاف الذى تصدرته صورة مرسى يرتدى عمامة الدكتوراه الفخرية الباكستانية التى تحصلها فى الفلسفة، وهذا جانب اخر من الكوميديا الالهية التى عشناها مع ذلك الرجل اذ فشل فى مجرد التعامل مع (اللغة) وبناء حديث مفهوم، فما بالكم (بالفكر)؟!، وقد بدا مرسى فى الصورة مثل أحد حكام العصور الوسطى، كما بدت القبعة الباكستانية على رأسه مثل السلطانية (كما وصفها مصطفى) وكبس بها بعض هلاوسه المشقشقة المزقزقة فى دماغه والتى يريد منعها الطيران والتحليق بعيدا.. الكتاب (254 صفحة من القطع الصغير) ويتضمن عشرة فصول عناوينها ضاحكة كمضمونها (الفتة يا جدع يا ناس يا عسل مرسى وصل يا فرحتك يا بهانه السلطانية خطاباتك برجالاتك).. هذا النص عبارة عن تحقيق صحفى طويل لم يتخل فيه بكرى عن هاجسه المعلوماتى المزمن، فراح يجمع معلوماته بدأب ومن مصادر غير تقليدية تشمل موظفى الرئاسة ورجال الأمن والحرس الجمهورى وكل شهود الكوميديا السوداء التى عشنا فى اطارها عاما كاملا..ومن اطرف ما اقتطفه من هذا الكتاب علاقة مرسى بالأكل الذى ارتفعت موازنته فى الشهر الاول لحكمه الى مليون وربع مليون جنيه بعد ان كان ذلك البند يتكلف 300 ألف جنيه كل عام فى عهد الرئيس مبارك، وكان المعزول يحدد قائمة الطعام بنفسه (يومان سمك ويوم حمام ويوم بط والباقى فراخ ولحم) وتفاصيل اكثر مثل حجم الجمبرى و«تفصيص» الاستاكوزا، اما الفتيت مع هراديم اللحم فكان يقدم على ارضية القصر الرخامية لعبود وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد والحوينى ومحمد عبد المقصود، وبمناسبة ارضية القصر طلب مرسى رفع السجاد الاثرى الملكى (القديم) واستبداله بسجاد من «النساجون الشرقيون».. واقرا واتسلى مع المعزول! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع