هناك مؤشرات علي أن أمريكا لاتريد الآن التصعيد مع ايران..فربما تخشي استفزازها لدرجة قد تدفعها لارتكاب عمل جنوني يؤدي لكارثة بالمنطقة.. أو تخشي الغرق في مستنقع سياسي أو عسكري جديد مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.. ومن أبرز هذه المؤشرات ارجاؤها لمناورات عسكرية مع اسرائيل كانت مقررة لاختبار الدفاع المشترك ضد صواريخ ايران,وارسالها رئيس أركانها لتل أبيب للتشاور..كذلك نداءات اوباما ورسائل وزير دفاعه لنيتانياهو التي تدعوه لعدم مهاجمة ايران, وهو ما يرفض نيتانياهو التعهد به,ويسبب توترا بين الحليفين. وتعلم أمريكا جيدا,من خلال خبرتها مع كوريا الشمالية,أن مجرد التهديد بضرب ايران,حتي وان كان بهدف التهويش,قد يدفعها دفعا لعسكرة برنامجها النووي..وربما يؤدي ذلك الي بدء سباق جديد علي التسلح النووي بالمنطقة..ويعلم اوباما أن أية ضربة لايران ستغلق مضيق هرمز,وبالتالي تشعل أسعارالبترول,وقد تؤجج حربا اقليمية, وتنشرمزيدا من التطرف والارهاب. لكن اسرائيل لديها رغبة في شن هجوم ضد المنشآت النووية الايرانية بزعم أنها تهدد وجودها,وتعتقد أن طهران وصلت الي طريق اللاعودة في تصنيع الرؤوس النووية, وأنه يجب تنفيذ الضربة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية لإحراج اوباما وربما ارغامه علي المشاركة في الهجوم..ويبدو أن نيتانياهو,وهو صديق حميم للحزب الجمهوري المنافس,يريد بذلك ارباك اوباما وتهديد فرصه في الفوز..ذلك بعد أن أصيب بخيبة أمل في ادارة الرئيس الأمريكي للأزمة وفي عقوباته علي ايران..ولم يراع في ذلك المواقف الأخيرة التي أحرج بها اوباما نفسه مع العالم ومع أصدقائه من أجل اليهود واسرائيل..ولم يضع في اعتباره أيضا أن اوباما قد يفوز برئاسة ثانية, فتشوبها التوترات والحساسيات بين الدولتين. وربما تدرك اسرائيل قبل فوات الأوان أن الأزمة النووية الايرانية لن تجد حلا منطقيا إلا عن طريق واحد,هو الأكثر أمانا,وهو اقامة منطقة منزوعة الأسلحة النووية بالشرق الأوسط تشمل ايران واسرائيل..وعليها أن تدرس الفكرة في ظل الأوضاع المتغيرة بالمنطقة,وقد أصبحت هي في موقف أضعف من أي وقت سبق بعد تفجر ثورات الربيع العربي,وخسارتها لعلاقتها بتركيا,وتخلي أمريكا عن مغامرة الحرب..ويعتقد أن ايران مستعدة لتقبل الفكرة,وربما الشعب الاسرائيلي أيضا..اذن,فلتكن الكرة في ملعب الحكومة الاسرائيلية. المزيد من أعمدة سلوي حبيب