لأنه عمر خيرت ،فالسؤال ينبغى أن يكون بقدر إبداعة الموسيقى المبهر، ولأنه عمر خيرت فلا يحق لهاو موسيقى مثلى ,ان يتجرأ على السؤال من غير الاستعانة بمن يملكون حصافة موسيقية, للكشف عن سر ما خفى من شخصيته الموسيقية , واختراق حواجز موهبته الكبيرة، استعنت بمن يحيطون به علما ،فهذا الرجل – إلى جانب فنه- يملك شموخا شخصيا مثيرا للاهتمام ..ويحظى بتقدير عربى وعالمى,وتشهد له ولأجداده ذاكرة الموسيقى فى مصر .. . وعلى قدر « عبقرية عمر خيرت» ،،كان تواضعه مع العازفين معه محل سؤال من «نسمة عبد العزيز»- أحد اكتشافاته الفنية التى لمع «ضوؤها» فى العزف على «الماريمبا» قائلة ..من أين جئت بهذا التواضع رغم نجوميتك الطاغية التى تجاوزت الحدود ؟
يجيب خيرت ..نحن خمسة أخوة ,ربانا والدنا على عشق الموسيقى،والتعامل دون تمييز مع الآخرين ،أضف الى ذلك ان من يعطيه الله موهبة او سلطة ولا يحترمها, فهى لا محالة زائلة ,والفنان الحقيقى يتعرض لاختبارات ربانية متتالية -إنسانية ونفسية-وإذا لم يخدم بموهبته الناس والمجتمع سحبها منه وتركه وحيدا معزولا. يسألك الموسيقار ،،صلاح الشرنوبى عن تلك الجمل والتيمات التى حملت سماتك المصرية وميزتك عن غيرك فى الموسيقى الكلاسيكية وهو مجال يصعب النجاح فيه،،كيف ترى تميزك هذا؟ فى عالم متسع جداً وملىء بالجمل والقوالب الموسيقية،ينبغى ان تسعى لإيجاد بصماتك ،وهذه الجزئية أخذت منى «شغل كتير» ،،فأنا دارس للموسيقى والبيانو وكنت من أوائل خريجى الكونسرفتوار الذى أنشأه الراحل أبو بكر خيرت، وعزفت فى بداياتى موسيقى الجاز كما عزفت على الدرامز مع فرقة من الشباب ,بجانب أنى لحقت عصر العمالقة،،عبد الوهاب والقصبجى والموجى وبليغ وعبد الحليم ،،وغيرهم ..وبجوار ذالك كنت أدرس الموسيقى الكلاسيكية ، كل ذلك ساهم فى صنع هذه الخصوصية وتلك الروح المصرية,التى أعجبت الشرنوبى ,وانا أشكره على دقة ملاحظته واعجابه. هنا يحين دور الموسيقار «ناير ناجى» الذى يسأل: ألم يحن الوقت لاستكمال ما بدأه الراحل ابو بكر خيرت وهو تأليف أوبرا جديدة بالعربية ؟؟ أتمنى أن استكمل أشياء كثيرة اخرى بدأها ,فقد توفى تاركا اكثر من أربعين عملا سيمفونيا بعضها احترق مع الأوبرا القديمة ولكن المسودات موجودة،،وهذا العام يشهد مرور خمسين عاما على وفاته، وحرصت على العمل فى كونشيرتو بيكاسو،،وانا لن أنسى فضل هذا الرجل ولان أحلامنا فيك تجاوزت المحلية منذ زمن ،، يسألك الموسيقار محمد ضياء عن عالمية تستحقها،،ربما تأخرت او أهملتها الأيام والسنون،،،؟؟ قدر ما أستطيع افعل ذلك،،وخلال الأسابيع القادمة سوف أسافر فى جولة الى أمريكا بدعوة من جمعية أطباء القلب لإنجاز سلسلة حفلات لصالح مستشفى القلب بأسوان ، وهو المشروع النبيل للدكتور مجدى يعقوب ،وقبل أعوام أعطيت 25 دقيقة فى حفل للاتحاد الأوربي مع 2 أوركسترا وأكثر من 120 عازفا , وجولات اخرى فى إيطاليا وإسبانيا وفرنسا,, وأتذكر تلك التسجيلات مع ارو كستار لندن ،،، كل هذا أقل من الذى يتمناه محمد ضياء ولكن هناك جهدا مبذولا وأتمنى أن يسعفني الوقت لتحقيق رغبته. تشهد حفلاتك «الحية» لمعانا للعازفين «صولو» مثلما شهد حفلك الأخير تألقا وحفاوة لهم بفرقتك ،وتسالك د. إيناس عبد الدايم رئيسة الأوبرا عن مقطوعة موسيقية لآلة «الفلوت»،وعلى ما يبدو انه وعد قديم بينكما ؟؟ أقول لايناس هذا شرف لى ،وأعذرينى لأننى تأخرت عليك فى هذا الوعد وفى اقرب فرصة سوف أفعل ذلك،،،أما فيما يخص نجومية من يعملون معى أنا اقدر جداً الفنان الذى يدرس أعماله ويؤدى باتقان وصدق ولا أبخل عليه بتقدير معنوي وأدبي يستحقه مادمت أستطيع أمام الجمهور . ولكن هذه الحفلات لجمهورك من القادرين،ومنذ ان توقفت عن إصدار الألبومات -وانا الموسيقى احمد الجبالى- توقفت بعدك ،،ولم اصدر ألبومات موسيقية فأنت بالنسبة لنا «ضوء الشمال» الذى نقتدى به ومنه نغير ..أسالك لماذا لا تعود؟؟ لا يخفى على الجبالى كم التطور الذى لحق بسوق الكاسيت والسيديهات،،فقد استولى الإنترنت على كل أعمالى ولا أعرف من المستفيد ؟!!فضلا عن أن عملية الإنتاج تغيرت وظهرت أشياء اخرى فى السوق المصرى لم نفهمها بعد. أحد خبراء إدارة الديجيتال للفنانين الكبار ،،اللبنانى غسان شرتونى يسألك لماذا تسكت عن ضياع حقوقك التائهة فى الفضاء الإلكتروني ؟؟ انا لست رجل اعمال وضعيف جدا فى البيزنس وهو أمر من ضمن عيوبى، وانا للأمانة «مخليها» على الله ، ومع ذلك أجرى حاليا مفاوضات مع شركة أمريكية لإنجاز هذه الخطوة. يذهب الفيلم والمسلسل ،،وتبقى موسيقاك التصويرية خالدة تحفر لها فى التاريخ مكانا ،،كيف تأتيك تلك الحالة الإبداعية ..ولماذا فى الأغلب الأعم من أشهر مقطوعاتك تنتمى الى أصول درامية وسينمائية .. هذا سؤال من المخرج السينمائى أحمد نادر جلال ؟ اولا الدراما كما الموسيقى تحفل بالمشاعر الإنسانية المتنوعة، فالرواية السينمائية او الدرامية تمس مشاعر البشر،،وحينما اعبر عن تلك المشاعر، تخرج المقطوعة وحدة قائمة بذاتها، وفى حالتى استوعب بعمق شديد المشاعر الكائنة بالنص. فتخرج المقطوعة ممزوجة بروح النص ومحتفظة بذاتها فى الوقت نفسه، ويتحقق لها الدوام، وغالبا ما يطلبها جمهور الحفلات، الذى يطلب حتى اليوم «غوايش –ليلة القبض على فاطمة .. وغيرهما لأنها أعمال اثرت فى وجدان الناس وأصبح لها وجود فى ذاكرتهم وحياتهم ،،ولا اقتصر فى اعمالى على ذالك فبجانبها الافتتاحيات الموسيقية والقصائد السيمفونية والباليه والموسيقى التصويرية. ما سر إعجاب الشباب الصغار الشديد بأعمالك،وهو سؤال من الموسيقار صلاح الشرنوبى الذى فاجأه حضورهم الكثيف فى حفلاتك ،،،وأشاركه السؤال الذى لم اجد اجابة شافية له فى حواراتنا السابقة ؟؟ انا أيضاً لا اجد اجابة ترضينى وتفسر لى ما يحدث ، وكثيرا ما اسأل نفسى هذا السؤال رغم إننى لا أقدم غناء، ولكن دعنى أقول لك خلاصة تجربتى فى هذة النقطة ،،انه الصدق ولا شىء اخر ،،ثم ان المشاعر لا تقف على الأعمار السنية وانا لم أخطط كيف أصل اليهم ،ولكن يبدو ان هذا هو واقع الفن ,وإلا لما بقيت اعمال موتسارت وباخ وعبد الوهاب التى لم تقدم غير الفن الصادق،ثم أننى عانيت كثيراً كى اجعل الناس تدرك قيمة الموسيقى بعيدا عن الغناء ،لاننى ادركت انه من الخطا اختزال تاريخنا الفنى فى الغناء فقط، فهذا ظلم كبير لأن الغناء جزء وليس الكل، كما انه لا يليق بحضارتنا العريقة التى تمجد فى كل مكان ويفوتها التراث الموسيقى الخالص والمتقارب مع الموسيقى العالمية كل الشعوب لديها قوالب موسيقية منذ مئات السنين نحن لدينا فقط الاغنية ،ولهذا السبب جاء اهتمامى بصناعة موسيقى تحاكى ما يحدث فى العالم وتخاطبه، وهذه البذرة بدأت مع ثورة 52 وأخرجت لنا نجوما مثل رمزى يسى واميرة فؤاد ومشيرة عيسى وأسماء اخرى مصرية عالمية ، أضف الى كل ذلك، ان الموسيقى الكلاسيكية قادرة على مقاومة ما تفرزه المجتمعات من فنون سلبية ،وهى قادرة على الخلود والبقاء فيما، ومجتمعنا مر بمراحل انكسار غيب الفن الجاد وعندما تعود الموسيقى الى ريادتها ثق انك ستكون قادرا على العبور الى المستقبل. يبدو انه غاب عنك صناعة نجوم غناء جدد مثلما فعلت مع منير والحجار وأنغام ،،،،الم يظهر بعد من يحفزك على العودة الى التلحين ،،،هذا سؤال للملحن وليد سعد ،،؟ بالعكس لقد أنجزت خلال العامين الماضيين اغانى ناجحة مع ريهام عبد الحكيم واغانى مسلسلات كثيرة ،ولكن مؤخرا قررت الاستجابة الى كل الحفلات التى أدعى اليها سواء من الاوبرا أو اوبرا إسكندرية أو حتى ساقية الصاوى.. ورغم الاجهاد حريص على استعادة هذه الروح لسماع الموسيقى .. اخيرا .. فى ظنك ماهو السؤال الذى كان ينبغى أن أطرحه عليك ؟. السؤال المتعلق بيقينى «أنه طوال فترة حكم الإخوان كنت أدرك ادراكا شبه كامل بأنهم زائلون وبسرعة شديدة ..فلا يمكن لأحد ان يقف ضد الطبيعة البشرية المحبة اساسا للفن ..فالله قد اعطانا الموهبة لخدمة عباده ومجتمعاتنا ..