"ماذا سيكون تأثير الموت على؟ وعلى الآخرين؟ لا شيء، ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير ليس لأني مت، بل لأن موتي سيقترن بحادثة مثيرة".. هذا ما كتبه الكاتب الكبير يوسف السباعى فى روايته، "طائر بين المحيطين"، الذى توقع فيها موته إثر حادثة موجعه، لكنه لم يعلم وقتها إننا سنظل نكتب عنه، حتى بعد 36 عاما، مرت أمس ذكرى رحيله، بعد أن أغتيل عام 1978 في قبرص, على يد شباب فلسطيني في أحد الفنادق بنيقوسيا بعد تأييده لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل فى نفس العام. السباعى إبن مؤسسة الأهرام الذى عمل أديبا روائيا وكاتبا صحفيا ووزيرا وفنانا ومفكرا سياسيا، فهو الأشهر بين أبناء جيله، وكان لكتاباته أثر على أجيال بأكملها ومنها تحولت إلى أفلام خالدة فى السينما المصرية من أشهرها "نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، السقا مات، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع ونحن لا نزرع الشوك". يوسف السباعي أحد خريجى دفعة 1937 بالكلية الحربية، وأصبح من الضباط الأحرار الذين صنعوا ثورة 1952، وعينه السادات في مارس 1973 وزيرا للثقافة، وفي عام 1976 شغل موقع رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيساً لمجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" ورئيساً للتحرير، ثم انتخب نقيبا للصحفيين المصريين في عام 1977.