فى خطوة مفاجئة، غادر الزعيم الشيعى مقتدى الصدر الحياة السياسية فى العراق، بعد مسيرة حافلة بالنزاعات العسكرية والسياسية، من دون أن يتضح ما اذا كان قرار رجل الدين النافذ، ورئيس التيار السياسى، وقائد الميليشيات المسلحة، مؤقتا أو نهائيا حيث أعلن الزعيم العراقى الشيعى مقتدى الصدر أمس عن اغلاق جميع مكاتب التيار الصدرى على الاصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية . وقال الصدر فى بيان صحفى انه من المنطلق الشرعى وحفاظا على سمعة آل الصدر ولا سيما الشهيدين الصدرين، ومن منطلق إنهاء كل المفاسد التى وقعت أو التى من المحتمل أن تقع تحت عنوانها وعنوان مكتب السيد الشهيد فى داخل العراق وخارجه ومن باب إنهاء معاناة الشعب كافة والخروج من أفكاك السياسة والسياسيين ،أعلن إغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى جميع الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها. وشدد الصدر على عدم تدخله بالأمور السياسية جميعا ولا كتلة تمثل بعد الآن ولا أى منصب فى داخل الحكومة وخارجها ولا البرلمان ومن يتكلم خلاف ذلك فقد يعرض نفسه للمساءلة الشرعية والقانونية. وبرر الصدر قراره بالقول انه جاء «حفاظا على سمعة آل الصدر ومن منطلق انهاء كل المفاسد التى وقعت أو التى من المحتمل أن تقع تحت عنوانها ومن باب الخروج من افكاك الساسة والسياسيين». وأحدثت هذه الخطوة الاستثنائية على الساحة العراقية، صدمة لدى مسئولى تيار الصدر، أحد أبرز الشخصيات التى لعبت دورا أساسيا فى اعادة بناء النظام السياسى بعد سقوط صدام حسين فى عام 2003، وقائد أحد أكثر الحركات الشيعية نفوذا وشعبية فى البلاد. ويسدل هذا القرار فى حال كان نهائيا، الستار على مسيرة بدأت بمعارك ضارية مع القوات الامريكية التى اجتاحت العراق عام 2003، وانتهت بنزاع عسكرى سياسى مع رئيس الوزراء الشيعى نورى المالكى الذى يحكم البلاد منذ العام 2006. وبرز اسم مقتدى الصدر، السريع الغضب والقليل الابتسام، فى عام 2003، بعد أن أسس وحدات مسلحة تضم عشرات الالاف من الشبان الشيعة تحت اسم «جيش المهدى». وسرعان ما خاضت هذه الميليشيات تمردا ضد القوات الأمريكية فى النجف فى اغسطس 2004 قتل فيه ما لا يقل عن الف من انصار الصدر، الذى اعتبرته وزارة الدفاع الامريكية فى العام 2006 من أكبر التهديدات التى تعوق استقرار العراق. وفى هذه الاثناء، أعلن سبعة من نواب كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدرى أمس عن انسحابهم من العملية السياسية، بعد ساعات من إعلان زعيم التيار الصدرى السيد مقتدى الصدر عن انسحابه من العمل السياسى واغلاق جميع مكاتبه. وقال النواب السبعة فى مؤتمر صحفى عقد بمبنى مجلس النواب أمس: إننا نعلن انسحابنا من العمل السياسى الذى يشمل الاستقالة من مجلس النواب وعدم حضور جلساته وسحب الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة . وأرجع النواب السبعة سبب انسحابهم إلى تضامنهم مع قرار انسحاب زعيم التيار الصدرى السيد مقتدى الصدر واعتزاله العمل السياسى .