زيارة المشير عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ونبيل فهمى وزير الخارجية لموسكو ، هى نموذج للمبادرات السياسية التى تستحق أن توصف عن جدارة، بأنها"ضربة معلم"! وأكرر هنا أننى أنتمى إلى جيل مفعم بالذكريات والمشاعر الجياشة إزاء روسيا (والأتحاد السوفيتى سابقا) وصداقتهما مع بلدى مصر، والتى تجعل من تلك الزيارة حدثا أهم بكثير من مجرد زياة خارجية لمسئولين مصريين !إننى أتذكرفى أيام الطفولة ، ولم يتعد عمرى تسع سنوات، "الإنذار "الروسى الشهيرفى غمار أزمة السويس والمواجهة بين مصر عبد الناصر وبين بريطانيا وفرنسا (فى عهد إيدن و جى موليه) والذى هدد فيه الزعيم الروسى"بولجانين" بضرب لندن و باريس بالصواريخ ! وهل لأبناء جيلى أن ينسوا مساعدة الروس لنا فى بناء السد العالى، بعد أن رفض البنك الدولى، بإيعاز من الولاياتالمتحدة فى عهد وزير خارجيتها جون فوستردالاس، تمويل بنائه؟ والمشهد التاريخى لتحويل مجرى نهر النيل ، تميدا لبناء السد، فى حضور جمال عبد الناصر و نيكيتا خروشوف لا يمكن أن يمحى من الذاكرة! إننى من الجيل الذى أتيحت له الفرصة، فى أثناء الدراسة فى "المدرسة التوفيقية" بشبرا للذهاب فى "رحلة" إجازة نصف السنة عام 1964 إلى أسوان ليشهد هناك بناء السد العالى بمساعدة المهندسين والفنيين الروس لمهندسينا وفنيينا وعمالنا فى "المقاولون العرب"! إننى من جيل "المؤهلات العليا" الذين جندوا فى الجيش بعد هزيمة 1967 "لإزالة آثار العدوان" وانهمك فى التدريب على السلاح الروسى الذى أخذ يتدفق على مصربدءا من لنشات الصواريخ التى أغرق أحدها المدمرة الإسرائيلية إيلات، بعد أربعة أشهر فقط من الهزيمة القاسية! وحتى الصواريخ المضادة للطائرات،والصواريخ المحمولة المضادة للدبابات وغيرها من كل أنواع الأسلحة والعتاد. إنه أيضا نفس جيل المجندين الذى تعلم منه العديدون اللغة الروسية لتيسير التفاهم بين الخبراء الروس والمتدربين المصريين! ذكريات كثيرة عزيزة أحيتها زيارة المشير و الوزير لموسكو، وتوحى أيضا بخواطر أخرى لاحقة! لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب