أجد صعوبة شديدة في الكتابة لشدة الأمر علي, فأنا في الثلاثين من عمري, ومنذ بدأت قراءة البريد في حياة الراحل عبد الوهاب مطاوع, أو منذ تفتح وجداني علي القراءة, وأنا أنتظر, فمنذ سنوات كان هناك مقالة بعنوان الامتحان أثرت في تأثيرا شديدا حيث إننا انتهينا أن كل فرد فينا سوف يمر بالامتحان ودائما ما سألت نفسي, الأيام تمر بهدوء وأطفالي يكبرون والحياة هادئة متي سيأتي الامتحان, ودائما ما دعوت ربي ألا يشقني في أبنائي فهم نور عيني وقرة عين والدهم, وجاء يوم الامتحان واهتزت الأرض من تحتي في زلزال لم أعشه في29 لاني كنت في الخارج قبل الزواج, أما زلزال الآن, هو أن تدهورت صحة زوجي سريعا في أقل من سنة أصيب بعدة أمراض تصنف بالخطيرة والمزمنة, انهارت أعماله ولازم المنزل وتدهورت نفسيته وأصبح كسير القلب كثير البكاء الصامت المخنوق. حتي الآن الأمر طبيعي, ولكن هذا الأب والزوج لم يكن عاديا فهو أحن أب وأطيب زوج والصديق والصاحب والسند, وبالرغم من صعوبات وشدائد الحياة كان حنونا دمث الخلق دائم العطاء لا يبخل علي بيته وأولاده, الذي يحزنني ان ابنتي ذات الاثني عشر ربيعا تذكرني بقصة اليتيمة التي نشرت في البريد والتي حركت مشاعري للكتابة بعد تردد شديد حيث إنها متعلقة بشدة لوالدها وتبكي في صمت قبل أن تنام وتضع منديلا أعطاه لها تحت وسادتها, تخرجه كل مساء لتقبله وتعيده مرة أخري مكانه, لانه يذكرها بوالدها, مما يصيبني بالحزن الشديد علي ابنتي ومع ذلك فأنا شديدة الايمان والرضا بقضاء الله وقدره أحمده كل يوم يمر فهو الذي لا يحمد علي مكروه سواه. أنا لا أطلب أي شيء الا مساعدة ابنتي في استرداد والدها وحمايتها من اليتم, حيث إن زوجي يرقد في العناية المركزة الآن بسبب ارتفاع في درجة الحرارة لا أحد يعلم سببها وقد تعدت الشهر الآن, وتؤثر علي كل وظائفه بما فيها الوعي فهو يرقد غير واع بما حوله والذي أحزن ابنتي انه نظر اليها ولم يعرفها أو يداعبها كما كان يفعل. سيدي أنا لا أطلب أي مساعدة مادية فالحمد لله نحن مستورون ولكن أتمني أن يكون هناك طبيب ممن يعرفون الله ويتقونه يتبني حالته. فقد تعرضنا في مشوار علاجه الشهور الماضية للكثير من الأطباء معدومي الضمائر والذين تسببوا في تدهور حالته فقط للحصول علي الأموال فالمريض زبون ومصدر رزق لهم, وللأمانة ليس كل الأطباء, فقد قابلنا أصحاب الضمائر والقلوب الرحيمة ولكنهم قلة, أتمني أن يرجع زوجي إلي حضن أبنائه فهذا الحضن لا يقدر بمال. سيدتي.. كم هي مؤلمة رسالتك, فالامتحان قاس وصعب, خاصة علي طفلتك الجميلة التي أبكتني دموعها, فمن منا لم يدخل الامتحان ينتظره بخوف وقلق وترقب. سيدتي.. نحن معك, تمسكي بالدعاء والصبر وتكرمي بإرسال صور من الإشعات والتحاليل لنعرضها علي كبار الأطباء وأثق أن الله الرحمن الرحيم سيلطف بزوجك من أجل طفلته البريئة, وسيرشدنا إلي الطبيب البارع صاحب الضمير الحي لعله يكون سببا في إعادة السعادة إلي أسرتكم الصغيرة وإلينا بإذن الله.