عبرت روسيا عن دعمها الكامل لمصر فى حربها ضد الإرهاب، مؤكدة استعدادها لفتح قنوات التعاون الثنائى فى مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية، وترحيبها بالإسهام فى حل الخلافات القائمة مع إثيوبيا بشأن سد النهضة. وأكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس استعداد بلاده الكامل لإطلاق كل آليات التعاون الثنائى مع مصر فى مختلف المجالات بمجرد الانتهاء من الإصلاحات الداخلية، وإتمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. كما دعا إلى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى خمسة مليارات دولار فى أقرب وقت ممكن، مقابل ثلاثة مليارات حاليا. ووصف بوتين قرار المشير عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بالترشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة بأنه «قرار مسئول». وأضاف أن هذه الخطوة تظهر مدى تحمل السيسى المسئولية تجاه الشعب المصرى. وعبر بوتين عن هذا خلال مباحثاته مع المشير السيسى، التى عقدت بمقر الرئاسة الروسية بنوفوجاريوفو فى ضواحى موسكو. وكانت المحادثات الروسية المصرية قد جرت على مستويين أحدهما بلقاء بوتين والسيسى، والثانى باجتماع السيسى مع نظيره الروسى الجنرال سيرجى شويجو، ولقاء وزير الخارجية نبيل فهمى مع نظيره سيرجى لافروف، ثم عقد الوزراء الأربعة اجتماعا مشتركا فى إطار ما يعرف بصيغة «2+2». وخلال مباحثاته مع السيسى، أكد الجنرال شويجو دعم موسكو الكامل لمصر فى حربها ضد الإرهاب، وقال: إن روسيا تراقب عن كثب التطورات فى مصر، وهى حريصة على أن تظل «دولة قوية ومستقرة»، وهنأ شويجو نظيره المصرى على ترقيته إلى رتبة المشير، مؤكدا أنها عكست تقديرا لنشاطه من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار فى البلاد، ورحب بإقرار الدستور المصرى الجديد. وقال شويجو: إنه بحث مع السيسى إعداد اتفاقية للتعاون العسكرى، والتعاون التقنى (الفنى) العسكرى بين الدولتين. وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى إمكانية إجراء مناورات عسكرية مشتركة، وفتح الأكاديميات العسكرية الروسية أمام العسكريين المصريين مع تكثيف التعاون من خلال القوات البحرية والجوية للبلدين، وأشار إلى أن هذا التعاون يجب أن يتسم بطابع عملى، وأن يسهم فى زيادة القدرة القتالية للقوات المسلحة فى الدولتين. ووجه السيسى الشكر لنظيره الروسى، وقال: إن زيارة موسكو بمثابة انطلاقة جديدة للتعاون العسكرى والتقنى بين البلدين، وبما يحقق المنفعة المشتركة لهما، وأكد تمسك مصر بأواصر الصداقة ومشاعر الاحترام التى تكنها لروسيا، مشيرا إلى أن العالم يعيش أوقاتا عصيبة فى المرحلة الراهنة، وهو ما يظهر جليا فى التقلبات التى تعصف بمنطقة الشرق الأوسط. وحول محادثاته مع لافروف، صرح نبيل فهمى ل «الأهرام» بأن المصالح المصرية الروسية مشتركة ومتبادلة، ونفى فهمى مجددا ما يتردد عن سعى مصر لاستبدال طرف بآخر، وذلك فى إشارة إلى الولاياتالمتحدة، وقال: إن المحادثات تناولت عدة مشكلات إقليمية منها الأزمة فى سوريا، والمتاعب التى يواجهها اليمن، وليبيا، وتونس.