حالة ترقب عاشها الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعى لحلقة برنامج «البرنامج » لباسم يوسف الجديدة التى أذيعت أمس الأول على قناة إم بى سى مصر بعد توقفه لمدة ثلاثة شهور وثار جدل عن الحلقة التى تباينت حولها الآراء حيث أشار د.سامى عبد العزيز أستاذ الإعلام إلى أنه يرى البرنامج له طعم خاص ويستطيع الحفاظ على إطاره كبرنامج ساخر وهو نمط موجود فى الإعلام فى العالم كله. وأضاف: إن مأخذى على البرنامج مهنيا أنه ما كان عليه أن يقترب من شىء قديم أو مكان انتهت علاقته به باحترام، أما الشىء الإيجابى أنه بعث برسالة نطالب بها جميعا وهى تحجيم عملية الاستخدام الزائد لاسم المشير عبد الفتاح السيسى وكانت الرسالة واضحة وقاطعة ونحترمها جيدا. وقال: أؤكد ان تأثير البرنامج ينتهى بعد انتهاء مشاهدته وأحذر من التحليل الزائد عن الحد لأنه يجعل السخرية جدا ويحول الجذر إلى مد وبالتالى علينا أن نضع هذا البرنامج فى حجمه وحدوده وقالبه الفني. واتفق فى الرأى الناقد طارق الشناوى قائلا: إننى ضد إعلام النغمة الواحدة وأتمنى أن يقدم البرنامج على محطة مصرية فقد كانت الحلقة التى أوقفت عرضها سى بى سى أقل جرعة فى النقد من حلقة أمس الأول ولذلك فينبغى أن تخرج مثل هذه البرامج من إعلام الدولة. والحلقة فى رأيى لا بأس بها فقد فضحت النفاق فى الإعلام خلال الفترة الماضية، فقد عشنا فترات كبيرة فى حالات من النفاق ونحن فى زمن يكره فيه المجتمع النفاق، ولا بأس من وجود هذا البرنامج وغيره لأننى أعتبر ذلك فى صالح مصر وصالح السلطة السياسية وأتمنى أن تظهر مواهب جديدة فى هذا المجال للبرامج الساخرة. بينما اختلفت د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام مع الرأى السابق قائلة: أدهشنى إصرار باسم يوسف على استمراره فى نفس الخط واتخاذه لجانب واحد وهو ترشح المشير السيسى للرئاسة وكأنه لا توجد قضايا أخرى فى مصر وهو ما قد يفقد مصداقية البرنامج لأن السخرية لابد أن تكون من مواقف مختلفة ومتنوعة وأطراف متعددة فلم يعد يتناول الأوضاع التى تحتاج لإلقاء الضوء عليها وكان عليه أن يرصد أمورا متعددة مع أطراف كثيرين ويقوم بتوسيع قاعدة البرنامج حتى لا يظهر بأن ما يقدمه مجرد انتقام لوقف برنامجه من قناة سى بى سي. واتفقت د.هبة شاهين رئيس قسم الإعلام بجامعة عين شمس مع الرأى السابق قائلة: الإعلام الساخر يعد نوعية جديدة فى المنطقة العربية ولذلك فهو جاذب لشرائح كبيرة من المجتمع وكنت أتمنى ألا يخرج البرنامج من قناة عربية وأضع علامات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع لأنه أيضا يظهر على قناة أجنبية هى الدويتش فيلا وهو أمر مثير أن تقدم قناتان عربية وأجنبية هذا البرنامج الذى يتناول مصر بشكل ساخر. وأضافت: كان من الذكاء استيعابه على قناة مصرية حتى لا يتوجه الجمهور إلى قنوات عربية أو أجنبية وإن كنت ضد فكرة توقفه إلا أننى ضد فكرة ظهوره على قناة غير مصرية بشكل أكبر، وأطالبه بتطبيق المسئولية الاجتماعية مع مراعاة حساسية الوضع فى مصر حتى لا يهدد الاستقرار ولذلك فصناعة مثل هذا البرنامج يحتاج لذكاء شديد لحقيق السخرية والحفاظ على الحالة المستقرة بالمجتمع، ولابد أن تكون الرقابة ذاتية ويكون الارتفاع بالسخرية بما يلائم الحالة المصرية فى هذا التوقيت خاصة أن له جمهورا كبيرا من الشباب .