علي غرار خطة مارشال الاقتصادية لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية, كشفت كاثرين آشتون ممثلة الشئون الأمنية والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أمس عن أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يكثفان جهودهما للتأثير علي مسار ونتائج الأزمة السياسية الحالية في أوكرانيا وذلك عبر خطة مساعدات مالية قصيرة الأجل تهدف إلي الحد من الضغوط المضادة من قبل موسكو. وقالت آشتون في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن القوي الغربية تعمل علي وضع خطة مالية لمساعدة أوكرانيا لن يكون حجمها صغيرا, ولن تتطلب من أوكرانيا إبرام اتفاق طويل الأجل مع صندوق النقد الدولي. وأوضحت آشتون أن الخطة تهدف إلي مساعدة أوكرانيا علي اجتياز مرحلة انتقالية تستطيع خلالها حكومة انتقالية موسعة الموافقة علي إصلاحات سياسية واقتصادية والإعداد للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. ونقلت الصحيفة عن آشتون قولها علي هامش المؤتمر الأمني في ميونيخ بألمانيا الذي اختتمت أعماله أمس الأول- الأحد- إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعدان خطة لأوكرانيا اقترحت آشتون أن يطلق عليها مسمي خطة- خطة, في إشارة إلي أنها خطة أمريكية أوروبية. وأوضحت قائلة: لقد اقترحت أن يطلق عليها هذا الاسم, وهي تبحث فيما يتعين أن نفعله حاليا في أجزاء مختلفة من الاقتصاد لتحسين الأوضاع. وأكدت أشتون علي أن توفير المساعدات المالية لأوكرانيا سيتوقف علي مدي متابعة الحكومة الأوكرانية الجديدة لإجراء هذه الإصلاحات. وقال مسئولون أمريكيون إن الهدف من الخطة هو إقناع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بإجراء سلسلة من الإصلاحات السياسية, بما في ذلك تعيين حكومة تكنوقراط حقيقية من شأنها أن تبدأ في إجراء التغييرات الاقتصادية الصعبة التي يطالب بها صندوق النقد الدولي, كما أنها أهم خطوة يتخذها الغرب حتي الآن لإعادة فتح الصراع الجيوسياسي لكييف منذ أن أعطي يانوكوفيتش ظهره لاتفاق اقتصادي مع الاتحاد ووقع اتفاقا مع روسيا بقيمة15 مليار دولار من المساعدات. وعلي الجانب الآخر, وفي مواجهة هذه الإغراءات الغربية لكييف, دعت الخارجية الروسية في بيان لها أمس المعارضة الأوكرانية إلي التخلي عن التهديدات والإنذارات لإفساح المجال أمام أوكرانيا للخروج من الأزمة العميقة التي تشهدها منذ نهاية نوفمبر الماضي. وأعربت الخارجية الروسية عن قلقها إزاء رغبة قوات المعارضة الأوكرانية بالعمل من أجل تدهور الوضع في البلاد, مذكرة بأن أحد قادة المعارضة دعا علنا الأوكرانيين إلي تنظيم مظاهرات أمام مقار الإدارات المحلية, مشيرة إلي أن ذلك يتناقض بشكل مباشر مع تصريحات المعارضة التي تؤكد التزامها بالديمقراطية والقيم الأوروبية.