قد يبدو الأمر ضربا من الخيال, غير أن الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال صار واهيا, فالبشر صاروا علي قيد خطوة من تحقيق حلم لطالما انتظروه طويلا, الزراعة خارج كوكب الأرض. فقد أعلنت قبل عدة أيام, وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن نيتها القيام بمجموعة من التجارب الرائدة المتمثلة في زراعة عدد من النباتات داخل أسطوانات صغيرة من الألومنيوم علي سطح القمر مطلع العام.5102 النباتات المزمع استنباتها علي سطح القمر تشمل زهور عباد الشمس ونبات الريحان وجذور اللفت علاوة علي نبات الأربيديسيوس, وسيتم زرعها داخل اسطوانات عالية التقنية مزودة بمستشعرات تمكن الفريق من استقبال صور للنباتات وهي تنمو, علاوة علي تمكنهم من تغيير درجة الحرارة وكمية المياه والطاقة حتي تتحمل تلك النباتات البيئة القسرية والمناخ القمري القاسي. هنا تذكرت فقط مالدينا علي سطح الأرض ليس بمختلف محافظات الجمهورية من رقعة زراعية ولكن سنتحدث فقط عن الرقعة الزراعية بسيناء, فهناك قرابة3 ملايين فدان بشمال سيناء وحدها قابلة للزراعة والمستغل منها فقط081 ألف فدان بالرغم من أن جميع هذه الأفدنة لاتحتاج إلي استصلاح أو سماد فهي أرض مستوية, ومن حكمة الله سبحانه وتعالي أنها مزودة بسماد طبيعي خاصة عندما تتدفق الأمطار من أعالي قمم الجبال, فتأخذ معها ما يسمي بالطمي وهو سماد طبيعي يزود التربة بجميع الأسمدة التي يحتاجها النبات للنمو ولعل التجارب العديدة لزراعة القمح في فترات سابقة علي جزء بسيط علي هذه الأرض كانت النتائج مذهلة من غزارة الإنتاج وكثافة عدد وحجم القمح في السمبلة الواحدة هذه الأفدنة لاتحتاج إلا إلي قرار حاسم بتوطين البشر بسيناء وتوفير المياه لهذه الرقعة لتصبح سيناء سلة الغذاء ليس لمصر فحسب بل للعالم أجمع, وإذا كان العالم بدأ فكر في زراعة الفضاء الخارجي فنحن مازلنا في حاجة إلي قرارات لزراعة الأرض التي نعيش عليها وفي النهاية فإن الغرب بدأ يفكر في زراعة القمر ونحن بكل أسف نفشل في زراعة أرض القمر( سيناء). لمزيد من مقالات د. أحمد سليم