من الغريب أن تحل الذكري الأولي لثورة يناير المجيدة وتحل معها حالة من التوتر وتتصاعد تهديدات بمظاهرات (إنهاك) ومليونيات (غضب) لايمكن التنبؤ بنتائجها ربحا أو خسارة.. فمن ذا الذي يضمن المندسين الذين دأبوا علي استغلال المظاهرات والغضب لجر البلاد للفوضي الهدامة؟!.. من ذا الذي يضمن طلقة رصاص أو قنبلة مولوتوف من هذا أو ذاك يترتب عليها إشعال الموقف وزيادة الخسائر من مال ودم هذا الشعب العظيم الصبور.. يا سادتي النشطاء السياسيين والمتحدثين في برامج الكلام الفضائية ليس لدينا شك في وطنيتكم وعلمكم وحرصكم علي التحقق المثالي للأفكار, وعلي العين والرأس ما قمتم وماتقومون به من توعية سياسية للشعب, ولكن بالله عليكم كفاكم تسخينا وإثارة, فالموقف لم يعد يحتمل.. بالله عليكم كفاكم جلدا لنا ولذاتكم, كفاكم تخويفا لنا من المستقبل فهو بكل المقاييس لن يكون أسوأ مما كان.. ابعثوا في نفوس الناس الأمل وسلطوا الضوء علي الإنجازات العظيمة التي حققتها الثورة بدلا من أن تهيلوا عليها التراب.. اشيعوا بيننا الفرحة بما تم وحفزونا علي استكمال الطريق.. بالله عليكم لا تستكثروا علينا الفرح بعيد ثورتنا وبالإنجازات التي حققتها انها والله لكثيرة ومفرحة.. لنا أن نفرح بثورتنا التي أطاحت بحاكم فاسد وفاشل ومستبد جعل من بلدنا مستنقعا للفساد والفشل.. بالله عليكم ألا نستحق أن نفرح بثورتنا التي أزاحت هذا الكابوس؟! لنا أن نفرح بثورتنا التي وضعتنا علي بداية الطريق الصحيح فمارسنا حقنا في انتخاب البرلمان, وسنمارس حقنا في انتخاب رئيس الجمهورية, ومن المؤكد بعد الثورة أن إرادة الشعب الذي انتخب ستكون محل اعتبار من البرلمان والرئيس فمن ينتخب ويعطي الثقة من حقه أن يسحبها. من حق الشعب أن يفرح بعيد ثورة يناير التي أعادت له حقه الطبيعي فأصبح هو (سيد قراره). من حقنا أن نفرح ببلدنا وقد عادت له الروح فانتبهنا الي أن لاقيمة لنا مالم نتكاتف ونتحد ونعلي من قيمة الوطن الذي يضمنا جميعا مسلمين ومسيحيين وليبراليين, فكلنا شركاء علي قدم المساواة أمام القانون الذي لايعرف تفرقة بين هذا وذاك.. من حقنا أن نفرح بشباب الوطن الذين أشعلوا مصباح الثورة فعبروا عن إرادة الشعب كله, ومن حقنا جميعا أن نأمل في غد أجمل كثيرا مع هذه الروح الشابة الوثابة التي بها سنبني ونعلي ونحقق الأمل.. من حقنا ياناس أن نفرح بهذا الوطن العظيم في يوم عيده.. أرجوكم لاتجعلوا من يوم فرحنا يوما للأحزان..