يوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطاب حالة الاتحاد مساء اليوم الثلاثاء صباح الاربعاء بتوقيت القاهرة في جلسة مشتركة للكونجرس أمام الكابيتول هيل, حيث سيحاول فيه ترميم شرعيته بعد تآكل شعبيته بسبب إخفاقاته سواء في الداخل الأمريكي أو علي مستوي السياسة الخارجية. جاء ذلك في الوقت الذي وضع فيه أوباما الكونجرس أمام خيارين إما العمل معه أو أنه سيضطر إلي الالتفاف عليه إذا لزم الأمر لتمرير مشروعات القوانين. ومن المنتظر أن يذكر أوباما تفاصيل ما سماه بأهداف عملية لتطوير البلاد في2014, ومن أهمها تحسين الفرص الاقتصادية لكل أمريكي وإصلاح نظام الهجرة, ومن المتوقع أن يستخدم الرئيس الأمريكي- الذي يحاول تغيير صورته ك بطة عرجاء سلطاته التنفيذية لتنفيذ أهدافه بعد فشل الكونجرس في تمرير القوانين, ومن بينها قانون الرعاية الصحية المثير للجدل والمعروف باسم أوباما كير. ومن جانبه, قال دان بيفر كبير مستشاري البيت الأبيض إن الكونجرس الجمهوري يريد تعطيل أجندة الرئيس, وأن أوباما لن يمرر أجندة معارضيه الجمهوريين. وفي غضون ذلك, قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض لشبكة إيه بي سي الإخبارية الأمريكية أن أوباما ينظر إلي2014 وكأنها عام التحرك للعمل مع الكونجرس عندما يستطيع, والالتفاف علي الكونجرس عندما يكون ذلك ضروريا. وأعرب كارني عن تفاؤله بالنسبة إلي العام الحالي, العام الذي سيقدم خلاله الكونجرس قانون إصلاح الهجرة, والذي يستجيب للمباديء التي عرضها الرئيس, والتي يمكنه نشرها بقانون. وفي سياق متصل, شن الجمهوريون هجوما مضادا ضد ما أعلنه البيت الأبيض حول التفاف الرئيس الأمريكي علي الكونجرس, حيث أكد السيناتور الجمهوري ران بول في حديث مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن ذلك يشبه تهديدا غير واضح ويتضمن الكثير من الغطرسة علما أن أحد المباديء الأساسية في بلدنا هو التوازن بين السلطات. وكان أوباما قد حذر من أنه يملك قلما وهاتفا, في إشارة إلي قدرته علي اتخاذ إجراءات إدارية في مواجهة مقاومة الكونجرس. جاء ذلك في الوقت الذي أشار فيه استطلاعان جديدان للرأي إلي تدني شعبية أوباما إلي مستويات غير مسبوقة. وكشف الاستطلاع الأول الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة إيه بي سي الأمريكيتان عن رفض50% من الأمريكيين طريقة أوباما في إدارة البلاد, في حين ترفض غالبية ساحقة بنسبة تصل إلي81% الطريقة التي يعمل بموجبها الكونجرس, بينما أوضح استطلاع رأي جديد لجامعة كوينيبياك أن معظم الأمريكيين يرون أن الرئيس الأمريكي غير كفء, ويري49% من الشعب الأمريكي بأنه غير صادق وغير جدير بالثقة. وأظهر أن77% من الشعب الأمريكي يشعر بتراجع الحالة الاقتصادية, في مقابل36% يوافقون علي طريقة معاملته مع قضية الرعاية الصحية. في حين يرفض59% فيما يتعلق بنفس القضية. ومن جهتها, ذكرت مجلة كومنتاري الأمريكية أن المشكلة التي تواجه أوباما الآن هي تأكل شعبيته, وأن خطاب حالة الاتحاد لن يغير من هذه النسب الحالية شيء وسوف يكون أوباما وحزبه بنفس السوء حتي بعد الخطاب كما كانوا عليه قبله.