التاريخ خير شاهد علي أفعال الجماعة الارهابية منذ أن أسسها حسن البنا عام1928, فلاتخلو صفحة من صفحاته الا وكانت بها جريمة ملطخة بالدماء وموصومة بالعار والخيانة والجاسوسية, ومازالت مصرة علي أن تكتب تاريخها بمداد الارهاب الاسود الذي تعودت أن تستخدمه. ويواصل الدكتور جمال شقرة مدير مكتب بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس واستاذ التاريخ المعاصر والحديث الجزء الثاني من سرده للتاريخ الأسود للجماعة. فيقول إنه بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبتها جماعة الاخوان اشار تقرير عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية والذي رفعه إلي رئيس الوزراء آنذاك النقراشي باشا إلي أن شرور الجماعة لم تقف عند هذا الحد بل عمدت إلي إفساد النشء فبذرت بذور الإجرام وسط الطلبة والتلاميذ فإذا بمعاهد التعليم وقد حولوها إلي مسرح للشغب والإخلال بالأمن وميدانا للمعارك والجرائم ومن تلك الوقائع: 1 اعتدي تلاميذ من الإخوان المسلمين علي المخالفين لهم في الرأي وشرعوا في قتل بعضهم ومن بينها الجناية رقم1248 لسنة1947 بندر دمنهور. 2 وفي الثالث من فبراير سنة1948 حرض بعض التلاميذ من أعضاء هذه الجماعة زملاءهم تلاميذ مدرسة الزقازيق الثانوية علي الإضراب وألقو قنبلة يدوية انفجرت وأصابت بعض رجال الشرطة 3 تحرش بعض تلاميذ مدرسة شبين الكوم الثانوية من المنتمين إلي الإخوان المسلمين بزملاءلهم الأمر الذي أدي إلي حادث قتل. ويؤكد التقرير أن إجرام الجماعة امتد إلي القضاء إذ قصدوا إرهاب القضاة عن طريق قتل القاضي أحمد الخازندار وكيل محكمة استئناف مصر, وكان المغفور له قد حكم بإدانة بعض أعضاء الجماعة لجرائم ارتكبوها باستخدام القنابل. وفي الرابع من ديسمبر1948 وقعت حوادث مؤلمة بجامعة فؤاد الأول بالجيزة حيث ألقي بعض طلاب الجماعة القنابل علي رجال البوليس, وأطلقوا عليهم الرصاص وقذفوهم بالأجحار فأصيب عدد منهم كما حدث في نفس اليوم أن اعتصم بعض طلبة كلية الطب بأسطح مبني الكلية وأشعلوا النار في أماكن متفرقة, وقذفوا رجال الشرطة الذين كانوا يحافظون علي النظام ببعض القنابل وكميات هائلة من الأحجار وقطع الأخشاب وزجاجات مملوءة بالأحماض ثم ألقوا علي حكمدار بوليس العاصمة قنبلة أودت بحياته. وبعد يومين تجمع طلبة الخديوية وأندس بينهم بعض الغرباء وألقوا قنبلتين علي رجال الشرطة الذين كانوا خارج أسوار المدرسة فأصيب ضابط وسبعة من العساكر وكان مقترفوا هذه الحوادث المروعة من المنتمين للجماعة. وفي الخامس عشر من نوفمبر في نفس العام ضبطت سيارة بها مواد متفجرة وذخائر ومستندات خطيرة بدائرة قسم الوايلي وأثناء متابعة التحقيق, ضبطت كميات هائلة من القنابل والمفرقعات, كانت أضعاف مضاعفة لما ضبط في تلك السيارة. وقال شقرة إن تقرير عبد الرحمن عمار قد انتهي إلي أن الوقائع التي أوردها تؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين هي عصابة إجرامية وهي المسئولة عن حوادث الانفجارات الخطيرة التي هزت مدينة القاهرة خلال الشهور الستة الأخيرة من عام1948 وكان آخرها حادث نسف مبني شركة الأعلانات الشرقية يوم12 فبراير1948 ومانجم عنه من هدم وتخريب في المباني وقتل بعض الأهالي ورجال البوليس كما جرح عدد غير قليل من الأشخاص. واكد ان الجماعة لم تغير أسلوبها بعد ثورة23 يوليو1952, فبعد فشلها في السيطرة علي الضباط الأحرار الشبان والمشاركة في الحكم من وراء ستار, حاولت الجماعة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر, حيث سدد إليه الإخواني محمود عبد اللطيف ثماني رصاصات لم تصبه وإنما أصابت الجماعة في القلب حيث أعدم بعد محاكمته ومعه بعض رجال التنظيم السري, كما أعتقل عدد كبير من المتآمرين علي الثورة الوليدة.