الآن وقد اقتربنا بالفعل من ربع الساعة الأخير في المشهد السوري وبات واضحا أن سقوط نظام بشار الأسد أصبح مسألة اسابيع وليس مسألة أشهر. خاصة بعد الاقتراح المبرمج مع الغرب لأمير قطر في الايام الماضية بارسال قوات عربية الي سوريا والذي يتزامن مع زيارة حمد بن جاسم رئيس الوزراء خلال زيارته لواشنطن الايام الماضية الامر الذي يعني صراحة تدويل الازمة السورية لا محالة إذا اخذنا في الاعتبار ان هذا الاقتراح سيرفض من قبل دمشق ودول عربية وعندئذ سوف يقولون لقد قضي الامر ولابد من الذهاب الي مجلس الامن. مسكين حاكم سوريا فهو مغيب عن السيناريو الذي ينتظره ولم يتعلم درس النهاية المفجعة للقذافي أو تراوده فصول الدراما السوداء لمحاكمة وبهدلة فرعون الفساد المخلوع مبارك والاعدام, الذي ينتظره, لم تصل إلي اسماعه حتي الآن قصة فرار طاغية تونس بن علي في ليل اسود, فالرجل في سوريا أبي إلا أن يقتل ويسحل وينحر شعبه يوميا علي رأس المراقبين العرب حاليا ومرأي العالم, كل يوم عداد القتلي يسجل أعلي ارتفاعاته لا يستثني أحدا من الأطفال والنساء والشيوخ, آلة القتل علي اتساعها لم تثن عزيمة الثوار وأبطال قصص أنهار الدم والدموع الذي قال عنهم قاتل دمشق إنهم ارهابيون. ومن أسف أنه حتي الآن لم يستوعب العرب وجامعتهم أن النظام السوري في عهد بشار الابن ينتج أزمات وليس حلولا واصلاحات, ولذا فمازالوا يرتكبون نفس نهج حماقات التغطية ويعطونه مزيدا من دبلوماسية المهل ليمارس القتل اليومي وعوار المذابح في اكثر من40 مدينة ومنطقة في حمص, وبابا عمرو, وحماة وإدلب واللاذقية وريف دمشق وغيرها. أعرف أن الجامعة وأمينها العام يعلمون أنه نظام قائم علي الاغتصاب والتنكيل بحق شعبه وأنه لا يرجي منه حلول ولكنهم يكذبون علي عروبتهم ويصرون علي اكذوبة وفضيحة المراقبين العرب التي صارت مهمتهم رؤية وتسجيل ذبح وقتل اكثر من 600 قتيل منذ وصولهم دمشق حتي الآن دون ان يحركوا ساكنا فإصابة بعضهم وانسحاب آخرين من الجزائر والسودان لم يفلحا في لفت انتباه العربي وجامعته أن الابادة السورية قد وصلت الي حد الكارثة الانسانية والآن لم نعد نستطيع أن نصمت أو نبكي فقط علي الحال الذي وصل إليه 23 مليون سوري يعيشون تحت نيران القصف العسكري والقناصة والشبيحة بالأسلحة الثقيلة والسيوف التي تقطع أعناق سكان احياء بأكملها. أعرف أن الجامعة ودولها مشلولة ارادتها وفضيحة معالجة الأزمة السورية مرآة عاكسة لتدهور أوضاعها وشل قرارها إلا أنني أري أن فرصتها الوحيدة والاخيرة لإنقاذ كيانها يجب ان تكون خلال اجتماع لجنتها العربية بعد ايام لتقرر سحب المراقبين وترفع الصوت والغطاء عن حالة التواطؤ المفضوح مع نظام بشار وتقرر نقل الملف برمته الي مجلس الأمن لتكون كل الخيارات مطروحة علي الطاولة بحق هذا النظام الدموي. أعرف مثلما يعرفون في الجامعة ان الأزمة السورية لن تحل إلا بتغيير جذري للنظام مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا ولن تكون دمشق عصية علي التغيير, فالحل العسكري والأمني الذي يعتمده بشار كنهج قتل يومي لن يؤدي إلا إلي مزيد من التعقيد ولا خروج من هذه الأزمة إلا بالحل السياسي, ولذا فالسقوط الحتمي لنظام بشار أمر اكيد خلال الأسابيع المقبلة. وبالتالي فإن الفرصة مازالت قائمة لدي الجامعة العربية لمساعدة الشعب السوري في تحقيق هدف الخلاص من بشار وكفانا تسويفا ومراوغة والسقوط في فخ المهل كل يوم للقاتل. وليعلم بشار أن خياراته باتت محدودة, فالقتل والسحل من شعبه ينتظره, أو السجن والاعدام سيلاحقه ولذا عليه الاسراع باللجوء إلي الخيار اليمني عبر مبادرة عربية أو دولية لتوفير هبوط آمن له في ايران أو روسيا, وعليه أن يختار, فالوقت المتبقي أمامه لم يعد طويلا, فحتما ستغادرنا قريبا. المزيد من أعمدة أشرف العشري