نجاح كل طائفة أو جماعة في مسعاها وصولا إلي ما تبتغي من مطالب الحياة يتوقف علي ما يربط بين ميولها وأغراضها ووحدة هدفها وسمو مطلبها والعلاقات الطيبة والصلات القوية والثقة المتبادلة بين جميع الافراد. لما في ذلك من أثر فعال في الارتقاء بالمجتمع وحضارته وترسيخ الاطمئنان في نفس كل فرد. يقول الدكتور محمد محمود أبو هاشم عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالزقازيق لقد وضع الاسلام المباديء الصحيحة التي تحفظ للمجتمع وحدة مبرأة من كل الشوائب ومنزهة عن عوامل الضعف.. وأن تكون العلانية في التخاطب ما بين الأفراد والجماعات هي الأساس في توضيح حقائق الأمور وابداء الأراء والتعبير عن الرغبات بعيدا عن استخدام أساليب التكتم والإخفاء التي تؤدي الي التفرقة بين الطوائف والفئات وإضاعة المصلحة العامة للأمة واهدار قداستها وحرمتها تطبيقا لقول الله سبحانه وتعالي يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوي وذلك لأن سوء المناجاة بين بعض الناس دون مشاركة الجميع يترتب عليه حشد الظنون وادخال المخاوف إلي باقي النفوس وإثارة نوازع الفتنة بين الجماعات التي لا تقتصر مخاطرها علي فئة دون أخري تأكيدا لقول الله عز وجل واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.. ولذلك كانت الحكمة السامية في نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن هذا النوع من المناجاة بين الناس والذي يوجب دوافع العداوة والبغضاء ويبعد الألفة والمودة بين الأفراد ويصبح المجتمع هزيلا تتزعزع فيه مقاييس الأخلاق وتنزوي السجايا الحميدة فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه رسلم قال إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجي اثنان دون صاحبهما إلا باذنه فإن ذلك يحزنه. لأن الشيطان سوف ينفذ الي قلب هذا الانسان ويوسوس له بأن هذا الإسرار الذي يحوطه الكتمان إنما يقصد الضرر بالآخرين وإضمار الشر للغير ويضيف الدكتور محمد أبو هاشم أن اجتماع الناس في مجالهم وأنديتهم من مختلف الفئات والطوائف والتخاطب العلني بينهم في كل ما يعانون من مشكلات واحتياجات يوفر إصلاح ذات البين وتجميع القلوب وتأليف النفوس ولذلك حاطها الاسلام بشتي الآداب التي تجعلها صالحه ومرضية لكل الناس جميعا وتنأي بهم عن كل ما يكدر صفوهم عملا بقول الله سبحانه وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم.