استكمل ملايين المصريين, في اليوم الثاني والأخير من الاستفتاء علي الدستور أمس, زحفهم المقدس الي صناديق الحرية والاستقلال, مسجلين رقما قياسيا جديدا في تاريخ المشاركة بالاستفتاءات, وسط توقعات بتمرير دستور المستقبل بنسبة فوز كاسحة. أسقط المصريون, رسميا وللأبد, أوهام الشرعية المزعومة لجماعة الإخوان الإرهابية والرئيس المعزول محمد مرسي, ومنحوا ثقتهم لنظام30 يونيو وخريطة المستقبل, مفتتحين تاريخا جديدا للعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. أعلام مصر وصور السيسي ترتفع في سماء القاهرة 150 صوتا في الساعة.. وزيادة لجان الوافدين إلي22 سجلت القاهرة أعلي نسب تصويت أمس, حيث بلغ التصويت في الساعة الواحدة في بعض اللجان150 صوتا. ووسط تدفق الآلاف من المواطنين خاصة المغتربين علي لجان الوافدين التي تمت زيادتها إلي22 لجنة بدلا من12 لجنة, واتسم اليوم الثاني بإقبال شديد من الناخبين, خاصة في الفترة المسائية, واصطف المواطنون أمام اللجان في طوابير خاصة بمدينة نصر رافعين الأعلام وصور الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وقد تدفق كبار السن والسيدات في طوابير طويلة علي اللجان, كما قامت سيدة عقب إجرائها لعملية جراحية بالإدلاء صوتها في لجنة بولاق أبوالعلا. وتميزت الفترة الصباحية بأعداد عالية من السيدات ربات البيوت في منطقة وسط القاهرة, منها لجنة مدرسة القومية, حيث أكدت إنجي أشرف طالبة جامعية أنه برغم الزحام الشديد, فإن الجميع يقبل استجابة للمستقبل, ولأن الدستور ينصف المرأة والطفل والمعاقين, ويدفع للمستقبل. ويضيف الحاج محمد محمود 70 سنة أن الدافع الأساسي له هو أن الدستور ينصف كبار السن وأصحاب المعاشات, لأن معاشه480 جنيها, يعيش عليه من سكن وغذاء ودواء, دعيا الله أن يوفق رجال مصر لتنفيذ خارطة الطريق والمستقبل. ويشير المستشار محمد عبيد رئيس لجنة مدرسة الحرية التجريبية إلي أن معدلات الإقبال ما بين100 و150 فردا في الساعة, زادت في الفترة المسائية, باعتبارها آخر فرصة للراغبين في التصويت, خاصة الموظفين ورجال الأعمال ممن يبدأون العمل بعد الظهر. وفي لجنة المعهد الفني الصناعي, شهدت لجانه إقبالا عاليا طوال اليوم, بسبب تكدس الأعداد السكانية بالمنطقة, والسمة العامة فيه أن هناك لجنة سيدات, وأخري للرجال, مع أن السيدات أعدادهن أكبر, واشتكي أحد الناخبين من أن بطاقته فقدت, فطلب منه القاضي صورة من محضر الفقد, مع صورة البطاقة, لتمكينه من التصويت. وفي لجنة الجامعة العمالية بطريق النصر, اصطف الرجال والسيدات بإقبال كثيف للتصويت علي الدستور بأعلام مصر, ورفعوا علامة النصر, وتكرر المشهد في لجنة ابن النفيس بمكرم عبيد في مدينة نصر, وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات المسلحة علي مستوي منخفض بمحيط لجنة الجامعة العمالية, بينما كثفت القوات المسلحة والشرطة من وجودها في لجان مدينة نصر تحسبا لأي أعمال شغب أو محاولات تعطيل للناخبين. وفي لجنة المعهد الأزهري بنين بشارع7 بالمعادي, ساد الهدوء والنظام باللجنة التي كانت مؤمنة تأمينا كاملا, حيث كان هناك إقبال غير عادي, وخاصة في لجنة الوافدين التي اتسمت بالزحام, بالإضافة إلي طابور بالطابق العلوي أمام اللجنة. وعن رأي بعض الوافدين عن الدستور, يقول الحاج ناصر عبدالمجيد من دسوق كفر الشيخ: أنا جئت ومعي والدتي وزوجتي لنقول نعم للدستور, لأنه أحسن بكثير من الدستور الماضي,. وشهدت لجان روض الفرج والسبتية وبولاق أبوالعلا هدوءا نسبيا, وتراوحت معدلات التصويت بين ثباتها مع معدلات أمس وبعض الانخفاض في لجان أخري, وارتفعت مشاركة المسنين والسيدات لدرجة تفوقت معها نسبتهم علي نسبة الشباب طبقا لتصريحات السادة المستشارين المشرفين علي هذه اللجان. ومن الطرائف الانتخابية وصول سيدة لإحدي لجان بولاق أبوالعلا عقب إجرائها عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية, ومازالت جراحها علي حالها, وأصرت علي الإدلاء بصوتها معتذرة عن تأخرها لليوم الثاني بسبب إجراء العملية.