في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حاليا بجولة آسيوية, يتوجه وفد من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يضم عشرة نواب بقيادة نائب رئيس الكتلة البرلمانية ماهر أونال إلي أوروبا لتقديم شرح موجز عن حقيقة مزاعم قضايا الفساد المالي. وذكرت صحيفة صباح الموالية للحكومة التركية أمس إن قضايا الفساد المزعومة هي مدبرة من قبل أعضاء من جماعة الداعية فتح الله جولن الذين يتهمهم أردوغان بالوقوف وراء ما سموه فضيحة الفساد التي هزت البلاد. ويقوم وفد الحزب الحاكم في الفترة من اليوم وحتي بعد غد بزيارة فرنسا وسويسرا والسويد وألمانيا لعقد لقاءات مختلفة مع الجاليات التركية في تلك الدول لتقديم شرح واف عن مزاعم قضايا الفساد التي تم الإعلان عن كشفها في السابع عشر من ديسمبر الماضي. في الوقت نفسه, التقي رئيس الوزراء التركي أمس نظيره السنغافوري لي هسيين لونج في إطار زيارته لسنغافورة التي تستغرق يومين. ووقع لي وأردوغان مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الإرهاب بعد مراسم استقبال في مقر الرئاسة السنغافورية, وقال أردوغان بعدها: وقعت توا مذكرة التفاهم بشأن مكافحة الإرهاب, ولهذه المذكرة أهمية قصوي, نظرا لأن الإرهاب مع الأسف يشكل أكبر تهديد للسلام العالمي.. لذا ينبغي علي جميع الدول أن تبدي استعدادها للتعاون. ودعا أردوغان إلي تعزيز العلاقات التجارية بين سنغافورةوتركيا. وقالت وسائل إعلام محلية إن اردوغان الذي يزور سنغافورة مع زوجته أمينة وابنته سمية يرافقه وفد من80 فردا بينهم عدد من كبار رجال الأعمال. وفي غضون ذلك, رأت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن ما سمته بغرور وتعالي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يحطمان النموذج التركي ويهددان بزعزعة استقرار البلاد. ولفتت الصحيفة, في مقال افتتاحي نشرته علي موقعها علي الإنترنت إلي أنه علي مدي السنوات العشر الماضية, حظي أردوغان منذ توليه رئاسة الحكومة بالإشادة والثناء علي طريقة إدارته للبلاد, والتي أدت إلي حدوث طفرة في الوضعين السياسي والاقتصادي في تركيا. وتابعت قائلة: هذا الوضع تركيا بمثابة نموذج تتطلع الدول العربية والإسلامية للاحتذاء به, خاصة عقب اندلاع ثورات الربيع العربي2011. واستطردت الصحيفة تقول: لكن تركيا الآن تشهد حالة من الاضطراب السياسي والتي جاءت عقب رد فعل أردوغان العنيف إزاء اندلاع مظاهرات حديقة جيزي في اسطنبول, إضافة إلي مخاوف من امتداد التوتر في دول الجوار, وخاصة في العراق وسوريا, إلي داخل تركيا. علاوة علي ذلك, فقد شكلت فضيحة الفساد التي مست حكومة أردوغان ضربة موجعة, ومحاولته لإفساد التحقيقات بشأن هذا الأمر, مما أثر بطبيعة الحال علي وضعه وسمعته علي الصعيد الدولي أيضا, بحسب الصحيفة. ونتيجة لذلك, رأت الصحيفة أن نهج أردوغان يخيم بظلاله علي الاقتصاد التركي وأجواء الاستثمار في البلاد التي باتت أكثر توترا, إضافة إلي أنه, ومع هشاشة الوضع السياسي الداخلي للبلاد, تواجه تركيا تحديات أمنية كبيرة أخري, من بينها امتداد الحرب الأهلية السورية إليها, فضلا عن توتر علاقاتها مع الولاياتالمتحدة نتيجة لتلميحات تركيا بأن أمريكا تقف وراء تحقيقات الفساد الحالية. ورأت الصحيفة أن الأمر الوحيد الذي قد يبدو جليا, ونجم عن نهج أردوغان الحالي, والذي قد يبعد حلم فوزه في الانتخابات المقررة في أغسطس المقبل يوما بعد يوم, هو أن تركيا أصبحت دولة ذات نظام ديمقراطي هش.