الاجتماعات الأولية بين الوسطاء وطرفي الصراع بجنوب السودان ناجحة الخرطوم- من عبد الواحد لبيني- أديس أبابا-وكالات الانباء: تقرر تأخير بدء المحادثات المباشرة بين طرفي النزاع في جنوب السودان أمس حسب ما أعلن الوفدان, الأمر الذي يضعف الأمل في وقف سريع لاطلاق النار في بلد أصبح علي شفا الحرب الاهلية. وأعلن مايكل ماكوي وزير الاعلام الجنوب سوداني المشارك في مفاوضات أديس أبابا و يوهانس موسي بوك المتحدث باسم وفد المتمردين أن الطرفين لن يلتقيا قبل وضع جدول أعمال للمفاوضات يوافق عليه الفريقان, ولا يعرف متي سيتم ذلك. و من جانبه, وصف وزير الخارجية الاثيوبي د. تيدروس أدهانوم الاجتماعات الأولية التي تم عقدها في العاصمة الاثيوبية- أديس أبابا- بين الوسطاء وممثلي طرفي الصراع بجنوب السودان بأنها كانت اجتماعات مثمرة وان الجولة الأول كانت ناجحة. كما استبعد موجا يوكوي سفير جمهورية جنوب السودان لدي الصين, أن تقدم حكومة بلاده أية تنازلات قبل وقف إطلاق النار, مشيرا الي أن المخرج الوحيد من الأزمة هو عودة المتمردين لعقولهم والاحتكام لصندوق الانتخابات. وقال يوكوي- في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الصينية الرسمية' شينخوا'- إن الصراع في جنوب السودان ليس عرقيا إنما هو محاولة تمرد من قبل مجموعة أشخاص تريد الإطاحة برئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت, وأن هؤلاء الأشخاص ال11 الذين ألقي القبض عليهم خليط من قبائل عدة من' الدينكا والنوير والشلك' وغيرهم, ولا يعني وجود واحد أو اثنين من النوير مثلا أن كل النوير مع هؤلاء المتمردين. واستبعد سفير جنوب السودان انزلاق بلاده إلي إبادة جماعية علي غرار ما حدث في رواندا. يذكر أن المحادثات التي أجريت أمس الاول في أديس أبابا كانت تتسم بالبطء, وذلك بعد تأجيلهاعدة أيام, وأن جيران جنوب السودان يخشون من احتمال أن يتسبب القتال هناك في زعزعة الاستقرار بمنطقة شرق أفريقيا ولذلك فإن الضغوط الدولية تتزايد من أجل التوصل إلي اتفاق بين طرفي الصراع لإنهاء الأزمة الراهنة في جنوب السودان. إلا أن المزيد من الاشتباكات التي وقعت بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش السودان وقوات المتمردين الموالين لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير أمس الاول الجمعة تشير إلي أن وقف اطلاق النار الذي تطالب به الدول المجاورة لايزال أمرا بعيد المنال. وتخشي الدول المجاورة لجنوب السودان أن يزعزع القتال منطقة شرق إفريقيا ويتزايد الضغط الدولي من أجل التوصل لاتفاق. وقتل أكثر من ألف شخص وشرد002 ألف خلال ثلاثة أسابيع من القتال الذي هز أيضا أسواق النفط. وفي إشارة إلي تدهور الأوضاع الأمنية أجلت الولاياتالمتحدة أمس الاول المزيد من العاملين في سفارتها في جوبا عاصمة جنوب السودان الذي حصل علي استقلاله من السودان منذ عامين فقط وفقا لاتفاق سلام أنهي احدي أطول الحروب الأهلية في إفريقيا. وأمرت واشنطن أيضا كل رعاياها بمغادرة البلاد. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن أكثر من440 بين مسئولين ومواطنين أمريكيين تم اجلاؤهم علي متن طائرات مستأجرة وطائرات عسكرية. واتهم كير نائبه السابق مشار الذي أقاله في يوليو ببدء القتال في محاولة للسيطرة علي السلطة. وكير من قبيلة الدنكا في حين أن مشار من قبيلة النوير. وينفي مشار ذلك لكنه اعترف بقيادة جنود يقاتلون الحكومة. ويقول إن الرئيس يبعد معارضيه السياسيين داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة قبل الانتخابات المقررة العام المقبل. والمحادثات في إثيوبيا تهدف إلي التركيز علي متي يبدأ وقف اطلاق النار وكيف يمكن مراقبته. ومن ناحية أخري, وصلت جوبا عاصمة جنوب السودان, طائرة مساعدات سودانية تحمل40 طنا من الغذاء والأدوية والكساء إلي المتأثرين من القتال الجاري هناك, وبدأت السلطات السودانية الأربعاء في إجلاء205 من السودانيين المقيمين بالجنوب إلي الخرطوم. وقال نائب رئيس بعثة السودان في جوبا مجدي أحمد مفضل لوكالة السودان للأنباء, إن المساعدات التي قدمتها مفوضية العون الإنساني تشمل30 طنا من المواد الغذائية وعشرة أطنان من الدواء والكساء.