ز ب..تقولها المرأة بكل فخر, لتعبر عن حبها الشديد لزوجها, أو لتقرر واقعا تعيشه فلا حياة لها بدون زوجها, لا تعرف غيره ولا تهتم بغيره, وتقولها أحيانا لتغيظ صديقاتها,أو لتخفي الواقع المرير الذي تعيشه, فلا هو كل حياتها ولا يحزنون, هي في الحقيقة تتمني أن تكون كل حياته فقط, فتشغل ليل نهار انا زوجي كل حياتي أنا قايدة صوابعي العشرة شمع..أنا أنا والجعان يحلم بسوق العيش. كثير من الزوجات من أزمة جوزي هو كل حياتي تنتظر منه كل شئ, كلمات الحب, التقدير, الاهتمام, القيمة أمام الناس, الإنفاق, قد تكتشف أنها لم تذهب للسينما منذ أيام الخطوبة ولم تخرج منذ أن تركت الجامعة.. لأنها جعلت من زوجها كل حياتها, قاطعت صديقاتها, تركت عملها أو توقفت عن البحث عن عمل.. لكن لا هي سعيدة ولا راضية.. لان الزوج لا يقدم ما تنتظره, أو لا يوافق تطلعاتها ولا توقعاتها.. هو يخرج مع أصحابه ويمارس حياته بدونها وهي تنتظر منه أن يسحبها من إيديها إلي الدنيا ليملأ حياتها.. لكن هل توجد زوجة تسأل نفسها أن كان زوجها يريد أن يكون هو كل حياتها وهل يكون هو كل حياتها.. من فضلك عيشي حياتك واملئيها بنفسك ولا تنتظري, فزوجك جزء من حياتك, وانت جزء من حياته.. مساحات التداخل لابد أن تكون متغيرة.. هكذا تشرح د.نهي معروف أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية, وكما ان الحب يحي العلاقة الزوجية, فان الحب الزائد يقتلها ويخنقها, والزوجة المرتبطة اربتاطا إلي حد التلاصق بزوجها, تقتل علاقتهما.. هير طالب الزوجات, بترك ثقوب في علاقتهما بأزواجهن.. وقصد بالثقوب, إتاحة حرة الحركة, له دائما. والمعني أن تري الزوجة نفسها, كما هي, حتي في عدم وجود الزوج أو إنشغاله. يحكي أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وقف ذات يوم عند محطة وقود, فاقترب عامل المحطة من هيلاري زوجته, فتبادلا التحية. سألها بيل عن الرجل فقالت: صديق طفولة قديم, فعلق ساخرا: من حسن حظك أنك لم تتزوجيه.. وإلا لكنت الآن زوجة عامل صغير في محطة بنزين... اجابت هيلاري بسرعة ودهاء: لو تزوجته لأصبح رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية. القصة ذات دلالة حتي لو اختلفت التفاصيل, لذلك يقولون أنه ليس أروع من امتلاك الزوجة شخصية قوية وعقلية ناضجة ورؤية عميقة تستطيع معها أن تصنع لنفسها مجدا, وأن تحلق بقدراتها إلي فضاء رحب وأن تدفع من حولها للارتقاء والنجاح.. فلا توقف حياتها علي زوجها, باعتمادية كاملة يمل هو منها.. حسب الخبراء. فكيف تستقل الزوجة بنفسها, دون أن تخرج زوجها من حياتها؟ ولماذا كثير من الزوجات اعتماديات؟ تجيب دكتورة نهي: بعد الزواج تتحول الزوجة, فتدخل شرنقة عالم زوجها, فلا تخرج منه, فيكون محور حياتها, لو كشر أو تعب.. تكون السبب! يقول الخبراء إنه علي الزوجة ألا تجعل زوجها كل حياتها, إننا ينقصنا في العلاقات ثقافه زوجيه صحيحه, فعندما تفهم الزوجة معني الزواج, وتتعلم كيف تتعايش معه, وتقول د.هالة يسري أستاذ علم الاجتماع عندما نفهم بناتنا أن الزوج هو إضافة رائعة لحياتك السابقة, وليست نقلة إلي حياة فنحن نجنبهن الكثير من الألم والمشاكل ولكن للأسف أن الأهل يؤجلون حياة إبنتهم لما بعد الزواج.. تنتقل من الإعتمادية علي الأهل إلي الاعتماد علي الزوج. النتيجة أن كثيرا من الزوجات يتبعن أزواجهن تبعية مقيتة وتعلق زائد والتفاف خانق وتمحور كامل حول الزوج. لأنه عندما تدار الحياة بهذه الطريقة, فالمعني إننا أمام زوجات, بشخصيات ضعيفة, تعيش قلق دائم وخوف مستمر. بالإضافة إلي أن الرجال عادة يسأمون المبالغة في الاعتماد العاطفي عليهم, وينزعجون من الزوجة التي تفرض حصارا مشاعريا عليهم. فبعض النساء تلتصق به24 ساعة. حتي أنها تقتصد في زيارة أهلها حتي لا تفارقه. يقول الخبراء أن مثل تلك الحركات مؤشرات ضعف لا علامات حب.. والنتيجة في الغالب عكسية, لأن الزوج لا يحب خناقه والمطلوب شيء من الاستقلال العاطفي. فما هو الاستقلال العاطفي ؟ تشرح د.نهي معروف المقصود بالاستقلال العاطفي عن الزوج هو ألا تلتصقي به في كل شيء, وتنتظرينه في كل لحظة.. والأفضل للزوجة أن تستقل عاطفيا, عليها أن تشعره, بأنها جزء من سعادته, لكنه ليس سعادتها كلها. لا يعني هذا إهمال نفسها, إنما عليها أن تكون متأنقة دائما, فإن أعجبتها نفسها, هذا كاف. الاستقلال العاطفي, هو فن التوازن في الحب, وفي إعلان المشاعر والتعبير عنها. والتوازن العاطفي هو ألا نجعل من شخص واحد القوة الدافعة الوحيدة في حياتنا. يقول ستيفن كوفي خبير التنمية البشرية الإمريكي: إن الذين يعتمدون علي الآخرين عاطفيا يستمدون شعورهم بقيمتهم وطمأنينتهم من رأي الآخرين فيهم. فإذا كانوا لا يحبونهم كانت النتيجة مدمرة وقد يتطور الأمر ويحدوث إعاقة فكرية تتمثل في الركون التام علي الآخر والاعتماد عليه في التفكير في كل ما يخص الحياة! ويخاطب الزوجات: ارفعي راية الاستقلال ولا تسلمي قيادة قلبك لكائن من كان, ولا تنجرفي في تيار العاطفة الأعمي, عيشي حياتك كما تريدين لا كما يراد لك, فهذا أدعي لحب ناضج وعلاقة دائمة متوقدة! السؤال: هو كيف تعيش الزوجة مع زوجها وليس له ؟ الاجابة: تكمن في الاتي: احتفظي بحياتك... بهواياتك.. بصداقاتك.. باهتماماتك.. وإضيفي لها وهج...أحبيه وأغدقيه حنانا ودلعا.. وعيشي معه ولكن لا تعيشي له.. عاطفتك جياشة ورومانسيتك كبيرة ولكن لا تغرقي زوجك بها. لماذا ؟ لانه لن يتحمل كل هذا, بل أنه يشعر بالاختناق, وهذا قد يدفعه للهروب منك. عندما تكونين مستقلة عاطفيا ستجدين الحل. فإذا خرج اشغلي نفسك بأي شئ يجلب لك الراحة والمتعة. القاعدة المهمة هي:عيشي حياتك... وهو يعيش حياته.. واذا إلتقيتا استمتعا باللحظات التي جمعتكما. يقولون أنه حين تطبقين هذه النظرية ستذهلين من النتائج, إذا أن زوجك سيشعر بنوع من الراحة. ويتخلص من الضغوط..لأنه لم يعد يشعر أنه هو المسئول عن إسعادك.. ولن يشعر بالذنب لإنشغاله عنك. وانك لم تعودي معلقه برقبته, ستجدينه يقرب منك بنفسه ويقترح خروجكم معا.. ستجدينه مستمتع كثيرا بقضاء الوقت معك.. فهو لا يشعر بقيود!! أن المستقلة عاطفيا تكون أقوي حتي في الأزمات, كثيرات من اللاتي يعانين ظلم الزوج( إيا كان الظلم) ضعيفات, نجد الواحدة منهن تقول: لا استطيع مواجهته ولا أحتمل بعده أو غضبه.. لأني أحبه وأموت من غيره!! تموتين بدونه؟ هذا الشعور نتيجة التصاقك به عاطفيا... وتوجيه كل عاطفتك نحوه.... فأنت إذا غضب لا تستطيعين النوم, تتعذبين لأنك لم تتعودي علي الاعتناء بنفسك وتوجيه عاطفتك نحوك... ليس هذا إنكار أن ظلم الزوج شديد مؤلم, لكنه في الوقت نفسه.. لا يجب أن يقتل. فعلي كل زوجة أن تقف وتفكر.. فبالضرورة لديها من معطيات الحياة ما يجلب السعادة والراحة, لكن إنشعالها بزوجها أعماها عنها. فالاستقلال العاطفي يجنب الكثير من الالم, وقد يكون طريق لأشباع عاطفي ذاتي إلي حين عودة الزوج.. من شغله. الخلاصة: عيشي حياتك.