نتقدم بالشكر للرئيس عدلي منصور حامل ميزان العدالة لإصداره قرارا بتاريخ2013/12/19 يمنح اسم الرئيس الراحل محمد نجيب والسيد خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة ومؤسس ورئيس حزب التجمع قلادة النيل هذا التكريم وإن كان جاء متأخرا يعد رد اعتبار لكل من الرجلين المرموقين من رجال ثورة يوليو.1952 ولمن لم يعاصر قيام ثورة يوليو1952 أقدم نبذة سريعة عن سيرتهما. بالنسبة للرئيس محمد نجيب: فهو الذي قاد ثورة23 يوليو التي قام بها تنظيم الضباط الاحرار الذي أسسه( البكباشي) المقدم جمال عبد الناصر, هذه الثورة التي فجر شرارتها الأولي وانقذها من الفشل القائم مقام( العقيد) يوسف صديق وصدر بيانها الاول باسم اللواء محمد نجيب الضابط الشجاع في حرب فلسطين, والذي حصل علي نجمة فلسطين ثلاث مرات, فبمجرد ظهور اسمه كقائد للثورة نالت التأييد من العسكريين والمدنيين فتحولت من انقلاب عسكري إلي ثورة شعبية, ثم تولي الرئيس نجيب رئاسة الجهورية في18 يونيو1953 وحمل هذا الرجل رأسه علي كفه ليلة23 يوليو فداء لمصر, وقد تحمل مسئولية قيادة الثورة وتثبيت أقدامها في أحلك ساعاتها وأحرج أوقاتها دون خوف أو وجل وتنافس أعضاء مجلس الثورة في الإشادة بحكمته ووطنيته الصادقة. ولكن في مارس1954 تمت تنحيته وحددت إقامته في ضاحية المرج في1954/11/14 ولم ير اسمه نور الشمس إلا في عهد الرئيس السادات, ولكن لم يوضع في كتب التاريخ إلا في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك وشيعت جنازته عسكريا في8/28/.1984 وردا علي استفسارات العديد من أصدقاء بريد الاهرام حول الدور الحقيقي للرئيس نجيب في الثورة وهل كان واجهة لها فقط كما يحلو للبعض التقليل من دوره التاريخي, نسرد المعلومات التالية!! في اثناء حرب فلسطين1948 كان الصاغ( الرائد) عبد الحكيم عامر أركان حرب الرئيس نجيب وتوطدت الصلة بينهما لتطابق أفكاره مع أفكار الضباط الأحرار, وقد تعرف علي البكباشي جمال عبد الناصر وبعض ضباط التنظيم وكانت المنشورات السرية تسلم له باليد وهنا يقول البكباشي أنور السادات( إنه في يناير1952 اجتمع أعضاء التنظيم وتم خلال الاجتماع انتخاب البكباشي عبد الناصر رئيسا للتنظيم كما اختير اللواء نجيب قائدا لحركتنا كتاب صفحات مجهولة ص204) كما يقول أيضا إنه في استفتاء اجرته مجلة المصور في العدد1491 في8 مايو1953 جاء اسم محمد نجيب علي رأس أعظم عشرة رجال في العالم ( هذا الرأي تغير تماما بعد تنحيه اللواء نجيب وابعاده عن السلطة) كما كان عبد الناصر يقول لأعضاء التنظيم إن لواء الحركة معقود لمحمد نجيب وبعد نجاح الثورة رحب به في قريته( بني مر) قائدا وزعيما للقضاء علي الاستعمار, وفي اثناء العدوان الثلاثي علي مصر1956 حرر محمد نجيب خطابا للرئيس عبد الناصر للتطوع كجندي في الحرب ضد العدوان كما تبرع من جيبه الخاص بمبلغ15 ج)10 ج ثم5 جنيهات هي كل رصيده في البنك الاهلي للمجهود الحربي, رغم أن معاشه كان لا يتجاوز200( مائتي جنيه) رحم الله الرئيس نجيب رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته) بالنسبة للصاغ خالد محيي الدين( أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية فهو كان بمثابة صمام الأمان في مجلس قيادة الثورة يتصرف بحكمة ونزاهة ولم ينزلق في أعمال تسئ إليه وقد اختار جانب الرئيس نجيب والقائم مقام يوسف صديق عند مطالبتهما بتحقيق الديمقراطية رغم معارضة باقي زملائه لذا سارع إلي ترك منصبه في القيادة وسافر إلي سويسرا كطلب الرئيس عبد الناصر ودخل زاوية الظل مع الرئيس نجيب ومفجر ثورة يوليو يوسف صديق وقد حاز احترام زملائه من الضباط وصار مثلا يحتذي به في النزاهة والشفافية وأسس حزب التجمع الذي يناضل من أجل الديمقراطية والكرامة الإنسانية. وفي أثناء محاولة التعتيم علي دور الرئيس محمد نجيب في ثورة يوليو كتب الصاغ خالد محيي الدين في كتابه( والآن أتكلم): يجب أن نعترف للرئيس نجيب بشجاعة الموافقة علي مشاركتنا في تحمل المسئولية وعما يقع من نتائج وقد عرفناه بخطتنا وأخبرناه بعزمنا التحرك وتنصيبه قائدا للحركة, وهذه شهادة أقدمها للتاريخ وأقدرها بضمير مرتاح لأني لا أجد مبررا للتلاعب بأحداث التاريخ وتصفية الحسابات السياسية. د. رفعت يونان عضو الجمعية التاريخية واتحاد المؤرخين العرب