هز انفجار سيارة مفخخة وسط بيروت أمس, الامر الذي أسفر عن مقتل ستة مواطنين وجرح أكثر من71 آخرين وتضرر أكثر من عشرة مبان جراء الانفجار في وسط بيروت. ومن بين القتلي الوزير السابق محمد شطح,و المستشار السياسي المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري, ومرافقه. ووقع الانفجار في شارع الستاركو وهو طريق رئيسي تتفرع منه أسواق بيروت المليئة بالمطاعم والمحال التجارية, ويوصل الي منزل سعد الحريري حيث كان يفترض أن يشارك شطح بعد دقائق من وقوع الانفجار في اجتماع لعدد من قيادات قوي14 آذار التي يعتبر الحريري من أبرز أركانها. كما توجد في مبني الستاركو وأبنية مجاورة وزارات ومؤسسات ادارية عامة. وتعتبر اجمالا منطقة آمنة جدا بسبب التواجد والتدابير الامنية المتخذة في محيط كل هذه المؤسسات.وتفقد المدعي العام اللبناني بالانابة القاضي سمير حمود ومفوض الحكومة لدي المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مكان الانفجار الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح. وأوضحت مصادر أمنية أن الانفجار ناتج عن سيارة مسروقة ومفخخة بكمية تقدر بما بين50 و60 كيلوجراما من المواد المتفجرة. وقد أصدر مفوض الحكومة لدي المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مذكرات قضائية إلي كل من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية وفرع المعلومات والأدلة الجنائية كلفها بموجبها إجراء التحقيقات الأولية وجمع الأدلة وإجراء التحريات للكشف عن ملابسات الجريمة ومعرفة الفاعلين والمحرضين والمتدخلين والمشتركين وإلقاء القبض عليهم. وذكر علي حسن خليل وزير الصحة اللبناني أن عدد قتلي الانفجارارتفع إلي6 قتلي بينهم أربعة مجهولي الهوية. وأفادت صحفية في وكالة فرانس برس كانت في مكان قريب من الانفجار أن صوت الانفجار كان مدويا. وفور وقوع الانفجار, ارتفعت غيمة رمادية ضخمة فوق المكان, وسارع العديد من الاشخاص الذين كانوا في المنطقة, ومعظمهم يمارسون رياضة المشي في مثل هذا الوقت من اليوم, الي مغادرته. وتشكل المنطقة جزءا من وسط بيروت الجديد الذي اعيد اعماره باشراف رفيق الحريري في تسعينيات القرن الماضي بعد انتهاء الحرب الاهلية(1975-1990). ولا تزال توجد فيها ورش كثيرة وأبنية قيد الانشاء. ومن جانبه, قرر نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان قطع أجازة العيد, والعودة إلي بيروت لمتابعة التطورات بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح, وليتشاور مع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في الخطوات الواجب اتخاذها. وأدان نجيب ميقاتي- في بيان صحفي أمس- اغتيال الوزير السابق محمد شطح.. وقال:إننا ندين هذا الاغتيال الذي استهدف شخصية سياسية وأكاديمية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي, كما ندين كل أعمال العنف والقتل التي لا توصل إلا إلي المزيد من المآسي والخراب والإضرار بالوطن. وأضاف آن لهذه الأحزان التي تصيب وطننا أن تنتهي ويعود لبنان واللبنانيون لينعموا بالخير والسلام والاطمئنان, ومن المنتظر أن يعقد اجتماع للمجلس الأعلي للدفاع في مقر الرئاسة اللبنانية صباح اليوم السبت. وأفادت أنباء أولية بأن عدد القتلي ارتفع إلي8, وأن الانفجار أسفر عن تضرر6 مبان(3 سكن و3 مكاتب) و14 محلا تجاريا و42 سيارة. و من جانبه, اتهم سعد الحريري زعيم تيارالمستقبل اللبناني قتلة والده رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام2005, باغتيال مستشاره ووزير المالية السابق محمد شطح أمس الجمعة. وقال الحريري- في بيان- إن الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري, والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريع أنف الدولة بالذل والضعف..إنها رسالة إرهابية جديدة لنا, نحن أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوي14 آذار, بحسب وكالة الاعلام الوطنية اللبنانية. وأضاف الحريري: المتهمون بالنسبة لنا, وحتي إشعار آخر, هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية, ويرفضون المثول أمام المحكمة الدولية, إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضي علي لبنان واللبنانيين, ويستدرجون الحرائق الإقليمية الي البيت الوطني. وأوضح أن إرهابيين وقتلة ومجرمين يواصلون قتلنا أمام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا, كما قتلوا رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال, وها هم قد نالوا من رفيق دربنا وشريكنا في الإرادة الصلبة والكلمة الطيبة ومسيرة الدفاع عن لبنان والدولة القرار الوطني المستقل الأخ الدكتور محمد شطح. وذكر البيان أن الموقعين علي الرسالة لا يخفون بصماتهم. ولن يتوقفوا عن سلوك طريق الأجرام والإصرار علي جر لبنان الي هاوية الفتنة, طالما هناك في لبنان من يغطي هذه الجرائم ويطالب بدفن الرءوس في الرمال, ويبرر انتشار السلاح وقيام التنظيمات المسلحة علي حساب الدولة ومؤسساتها. ومن جانبه, اتهم النائب اللبناني مصطفي علوش عضو كتلة تيار المستقبل مباشرة مشروع ولاية الفقيه وحزب الله وما تبقي من نظام الأسد باغتيال شطح. حسب قوله. وحضر إلي مكان الانفجار مفوض الحكومة اللبنانية لدي المحكمة صقر صقر لتفقد مكان الانفجار وبدء التحقيقات. يذكر أن محمد شطح كان يتوجه لاجتماع لقوي14 آذار في بيت الوسط قرب المنطقة التي وقع بها الانفجار وكانت شخصيات من14 آذار في انتظاره, ومن المنتظر أن يصدر بعد قليل بيان عن بيت الوسط حيث يوجد السنيورة وعدد من نواب وقيادات14 آذار. و في باريس,أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الاعتداء الجبان بالسيارة المفخخة الذي وقع صباح أمس في وسط مدينة بيروت وأودي بحياة مستشار لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري المعارض للنظام السوري. وجاء في بيان للرئاسة يدين رئيس الجمهورية الاعتداء الجبان الذي وقع صباحا في وسط مدينة بيروت وأوقع عددا من الضحايا وأدي الي مقتل الوزير السابق محمد شطح. واضاف البيان أن هولاند تحدث هاتفيا مع الرئيس سليمان وأكد له دعمه التام للحفاظ علي أمن لبنان واستقراره.داعيا جميع الاطراف للعمل علي الحفاظ علي وحدة البلاد.