دعا علماء الدين إلي موقف موحد لمواجهة الإرهاب الأسود وجرائم التكفيريين التي ترتكب باسم الدين ويذهب ضحيتها أبناء الشعب المصري. وطالبوا ضرورة إعلان حالة الاستنفار الأمني والفكري ضد العنف والإرهاب, محذرين بأنه في حالة عدم التصدي لهؤلاء الخونة لن تبقي زاوية بعيدة عن الإرهاب والعنف. وطالب علماء الدين الشعب المصري بضرورة التصدي لهؤلاء بكل الوسائل لإنجاح الاستفتاء علي الدستور وتنفيذ خارطة الطريق. وشدد الدكتور محمد مهنا أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر علي ضرورة تصنيف هؤلاء القتلة علي أنهم جماعة إرهابية ومحظورة وأن هذه الجريمة لا تأتي إلا من كفار وفجرة وجبناء, لان الجماعات الإرهابية من أجبن وأخس البشر, وأن هؤلاء يريدون من هذه الأحداث تعطيل خارطة الطريق والاستفتاء علي الدستور من خلال بث روح الخوف في الشارع المصري. وطالب الشعب المصري بكل طوائفه بالوقوف صفا واحدا والتصدي لهؤلاء الجبناء والإرهابيين الذين يريدون إن يشيعوا الفوضي في البلاد. مؤكدا أن الشعب والحكومة لنتتهاون مع من قتل أو روع المصرين مطالبا بضرورة ضبط هؤلاء ومحاكمتهم محاكمة علنية ليكونوا عبرة لأمثالهم الخونة. وأضاف: إن السكوت علي الجرائم الإرهابية التي تجتاح البلاد سيدفع باتجاه المزيد من أعمال الإرهاب والعنف في كل مكان. ولابد من إعلان حالة الاستنفار العام ضد العنف والإرهاب.. وإلا لن تبقي زاوية بعيدة عن الإرهاب والعنف. ودعا علماء الدين والفقهاء إلي أن يكون لهم رأي صريح قاطع في تحريم الإرهاب والعمليات الانتحارية, كلام واضح صريح لا يحتمل المواربة والمداهنة. وهاجم هؤلاء الذين يفتون بسفك الدماء وينشرون ثقافة التشدد والكراهية التي تؤسس الأرضية للاعتداء وسفك الدماء قائلا: إن هؤلاء شركاء مع القتلة والإرهابيين. وفي ذات السياق أكد الدكتور محمد عبد العاطي, رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر, أن هذا العمل الإرهابي لا يقبله عقل ولا دين لأن الإسلام جعل حرمة الدم مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية, كما جاء في كتاب الله العزيز قوله تعالي( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلي أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلي أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما(92) ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) وأضاف: إن ما حدث في محيط مبني مديرية أمن المنصورة وغيرها من الأحداث من إراقة دماء الأبرياء لا يقره عقل ولا دين ولا شريعة وكل الأديان السماوية تحرم هذه الأفعال الإجرامية, وأشار إلي أن الإسلام جعل المحبة شرطا لدخول الجنة وشرطا لتحقيق الإيمان لقول الرسول الكريم لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا بي, ولن تؤمنوا حتي تحابوا, ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم, أفشوا السلام بينكم), كل الأديان السماوية بريئة منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب لأن هذا الفعل جريمة لا يقبلها عقل ولا منطق, ويحب إن ننبه الي أن هناك أعداء يريدون للأمة المصرية أن تصبح ممزقة لمصالح داخلية وخارجية, وهؤلاء يعملونلأجندة تريد إشاعة الفوضي وهم يحاولون بث الفتنة بينالمصريين متناسين أن المصرين ومصر وعدها الله بالأمن كما في قوله تعالي: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.