يبدو أن زمن أردوغان قد بدأ مرحلة الغروب! ولعل أبرز أسباب هذا الغروب لرئيس وزراء تركيا يعود إلي أن سياسته الخارجية وصلت إلي نهاية طريق مسدود من جراء مغامرات أردوغان كما أن تركيا دخلت مرحلة الاغتراب عن محيطها, ولم تعد قادرة علي علاج ذلك إلا برحيل رئيس الوزراء عن المشهد. فلم يعد أردوغان مصدرا للثقة بل للشكوك, كما أن وجوده علي رأس السلطة في بلاده بات مبعثا للشك في نوايا الدولة التركية, فلم يعد هناك من يمكنه أن يبدد المخاوف من رغبة تركيا في الهيمنة علي الشرق الأوسط, أو حلمها باعادة العثمانية الجديدة!. وبعيدا عن ذلك, فإن سياسة صفر مشاكل والعلاقات الدافئة لتركيا أردوغان مع محيطها في الشرق الأوسط, التي جري تسويقها كورقة رابحة تحتم إدماج تركيا في الاتحاد الأوروبي باتت ورقة خاسرة لأنقرة الآن, فأوروبا الآن لا تري في مشاكل تركيا مع دول الجوار شيئا ايجابيا أو جسرا للتواصل بل أعباء ثقيلة هي في غني عنها!. والآن تبدو جاذبية النموذج التركي محل شك عميق بسبب سلوك أردوغان, فحتي أنصار واتباع رجل الدين الصوفي الغامض فتح الله غولن لم يعودوا يثقون كثيرا في أردوغان, بل من الواضح أن اردوغان قد افترق. ويتهم هؤلاء أردوغان بأنه قد أصبح أكبر نفوذا وسلطوية في سياساته, كما تخلي عن البرنامج الذي أعلنه في بداية حكمه عن الإصلاحات الديمقراطية والسعي للحصول علي عضوية الاتحاد الأوروبي. ولعل في تفجر قضايا الفساد, ومن قبلها المعارضة القوية في احتجاجات جيزي ما يؤشر بوضوح إلي أن أردوغان أصبح عبئا علي حزبه وبلاده, وأنه قد دخل بالفعل مرحلة الغروب بأسرع مما يعتقد أو يتمني, وربما يستعد المسرح الآن لمرحلة عبدالله جول. لمزيد من مقالات راى الاهرام