عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن لله تعالي أهلين من الناس, قالوا: يا رسول الله من هم ؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته, إذا كان أهل القرآن هم أهل الله وخاصته, إذن فلا بد لهم من معاملة كريمة تليق بهم وبمكانتهم السامية, لكن ما يحدث علي أرض الواقع في مصر عكس ذلك تماما, فنقابة القراء ليس لها موارد غير اشتراك الأعضاء وهو جنيه واحد شهريا, بالإضافة إلي مساهمة وزارة الأوقاف, وتبرعات أهل الخير فقط, فمن يصدق أن المعاش الشهري لعضو نقابة القراء أربعون جنيها شهريا يصرف كل ستة أشهر علي دفعتين في السنة يوليو ويناير, ناهيك عن عدم وجود أي خدمات صحية أو اجتماعية مثل النقابات المهنية الأخري. وفوق تلك المشكلات, جاءت أزمة عدم وجود مقر للنقابة, بعد وجود نزاع علي المقر الأصلي للنقابة بمسجد عباد الرحمن بمنطقة حدائق القبة التابع لوزارة الأوقاف, وقد تسبب ذلك في انعقاد اجتماعات مجلس النقابة في حجرة بالجامع الأزهر الشريف مؤقتا, كما تعطلت كل أنشطة النقابة, مما ترتب عليه عدم صرف دفعة شهر يوليو لمعاشات أعضاء النقابة, ومع ذلك فإنهم لم ينظموا مظاهرة أو اعتصاما أو يقطعوا طريقا أو يعطلوا مرفقا, للمطالبة بحقوقهم مثل غيرهم في النقابات الأخري. يقول الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء, إنه لتحسين الأحوال المعيشية لأعضاء النقابة المستحقين للمعاش, فقد اقترحت زيادة المعاش من أربعين جنيها إلي مائة جنيه شهريا, وذلك أضعف الإيمان, وهذا يتطلب زيادة الدعم السنوي المقدم من وزارة الأوقاف المقدر بنحو سبعة وخمسين ألف جنيه, إلي خمسمائة ألف جنيه, حتي تستطيع النقابة الوفاء باحتياجات القراء ومواجهة الظروف المعيشية التي يواجهونها, خاصة أن ميزانية النقابة تعتمد علي تحصيل الاشتراكات والتبرعات من بعض الجهات وأهل الخير, والنقابة في أمس الحاجة إلي زيادة الدعم من الدولة, حيث إنها تعد النقابة المهنية الوحيدة التي تهتم بأهل القرآن ومحفظيه في مصر. عجز مادي ومن جانبه, يوضح الشيخ حلمي الجمل نائب نقيب القراء, انه في ظل الدعم الحكومي الحالي للنقابة المتمثل في وزارة الأوقاف, فان النقابة لا تستطيع زيادة المعاشات, إلا في حالة زيادة هذا الدعم ليصل إلي نصف مليون جنيه, حيث إن دفعة المعاشات الواحدة تكلف النقابة مثل هذا المبلغ أو يزيد عليه قليلا, ويستدعي ذلك تمويلا قدره أربعمائة ألف جنيه علي الأقل من صندوق النقابة إلي صندوق الإعانات والمعاشات, حيث إ ن رصيده لا يغطي حوالي ثلث المعاشات, مشيرا إلي انه بعد اخذ هذا التمويل من صندوق النقابة يتبقي في ميزانية النقابة نحو ستمائة ألف جنيه فقط. وأشار إلي انه إذا كان المبلغ المطلوب وهو نصف مليون جنيه لا يكفي إلا دفعة معاشات واحدة, فكيف يتسني للنقابة أن ترفع المعاش إلي ستمائة جنيه تصرف كل ستة أشهر بدلا من مائتين وأربعين جنيها؟!, موضحا أن عدد المستحقين للمعاش في الدفعة الواحدة يصل إلي ألفي عضو. تجاهل الإذاعة وأوضح أن هناك مشكلة أخري بالنقابة, تتمثل في عدم تنفيذ المادة89 من قانون النقابة لسنة83 التي تنص علي انه يتعين تمثيل النقابة بعضو واحد يختاره مجلس إدارة النقابة في اللجان المشكلة لاختيار قراء القرآن الكريم سواء في الإذاعة أو التليفزيون أو وزارة الأوقاف, او غيرها من الهيئات الحكومية, وقد استبعدت الإذاعة عند تشكيل اللجنة منذ شهرين الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء, حيث كان هو العضو المرشح لتمثيل النقابة في اللجنة طبقا للقانون, ولما كان من الضروري قانونيا أن يكون للنقابة مقعد ممثل بعضو واحد في اللجنة, فقد قامت النقابة برفع شكواها إلي وزيرة الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس الإذاعة, موضحا ضرورة تمثيل النقابة بعضو واحد علي الأقل في اللجنة, وللأسف لم نتلق اي رد حتي الآن. وبالنسبة لشروط عضوية الالتحاق بالنقابة, أوضح الشيخ حلمي الجمل ان قانون النقابة يصنف العضوية علي فئات, منها فئة( أ) وتشمل جميع القراء الذين يحفظون القرآن الكريم كاملا بأحكامه ويتلونه تلاوة صحيحة وألا يقل عمرهم عن18 عاما, وفئة( ب) وتضم القراء الذين يحفظون سبعة أجزاء من القرآن, وهناك العضو المنتسب الشرفي وهو الشخص الذي يقدم خدمات جليلة للنقابة, ويستثني من شرط السن الذين يحفظون القرآن الكريم كاملا في سن مبكرة. أزمة المقر ويوضح القارئ الدكتور فرج الله الشاذلي, أمين عام نقابة قراء القرآن, ان مجلس النقابة اجتمع في7 ديسمبر الحالي بالحجرة الملحقة بجامع الأزهر الشريف, بصفة مؤقتة, وذلك بعد ان تم الاستيلاء علي المقر الأصلي بحدائق القبة بمسجد عباد الرحمن في الرابع من مايو2013, وتم إبلاغ وزارة الأوقاف بذلك, كما تقدمنا ببلاغ رسمي وتم تحرير محضر بالواقعة يحمل رقم3313 لسنة2013 وهذا الأمر حاليا قيد التحقيقات بالجهات المعنية الرسمية بالدولة, ونحن ننتظر قرارات النيابة ووزارة الأوقاف, لان معظم أعمال النقابة معطلة حاليا. وأشار إلي أن عدم وجود النقابة في مقرها الأصلي أدي إلي نتائج سلبية سيئة كثيرة, منها عدم صرف دفعة يوليو2013 من المعاشات الخاصة للقراء الذين بلغوا السن القانونية للمعاش, وكذلك الأرامل وورثة القراء الذين لم يصرفوا الدفعة الثانية من حقوقهم المالية. وأكد انه علي الرغم من أن المبلغ الذي يصرفه القارئ علي المعاش يبلغ240جنيها في ستة أشهر بواقع40 جنيها شهريا, فإن ورثة القراء في أمس الحاجة إلي صرف هذا المبلغ, ويوجد بالمقر الأصلي للنقابة أجهزة كمبيوتر فيها ملفات القراء المسجلة والملفات اليدوية والأوراق الرسمية, ومخاطبات الجهات, من الوارد والصادر والأحكام. وأشار الشاذلي إلي أن نقابة القراء ليست كغيرها من النقابات المهنية بالدولة, من ناحية الرعاية الاجتماعية والمادية, ولذلك تحتاج النقابة إلي دعم مالي كبير من الدولة للنهوض بمستوي أهل القرآن الذين يخدمون كتاب الله تعالي ويحملون أعظم رسالة ويملأون طباق الأرض قرآنا في مصر وخارجها, فليس من المعقول حصول القارئ علي40 جنيها شهريا فقط معاشا من النقابة; وهو مبلغ زهيد لا يفي بأي شئ من متطلبات حياته اليومية, أما من ناحية الخدمات فيرجي من الجهات المعنية بوزارة الصحة أن تقدم شيئا لأهل القرآن كغيرها من النقابات الأخري, فالقارئ يسدد الاشتراك السنوي12جنيها بواقع جنيه واحد شهريا, فماذا تعمل به النقابة وليس لنا علاقة بالتأمين الصحي علي الإطلاق, كذلك الشئون الاجتماعية لم تقدم شيئا, فالجهة الوحيدة التي تقدم هي وزارة الأوقاف بمعونة سنوية قدرها57 ألف جنيه, ونطالب وزير الأوقاف بزيادة هذا الدعم ليتناسب مع بعض طموحات النقابة نحو أهل القرآن الكريم. أما عن دخل النقابة فليس لها دخل إلا الاشتراك الذي يدفعه القارئ العضو وهو جنيه واحد شهريا, وننتهز هذه الفرصة لندعو رجال الأعمال وأهل الخير في مصر إلي أن يقدموا الدعم لنقابة القراء عن طريق التبرع حتي يؤدي أهل الله رسالتهم السامية, ولتحسين المستوي المعيشي لهم, ونحن نطمح في أن يحصل القارئ علي معاش يتناسب مع كبر سنه وحاجته للغذاء والكساء والدواء ومسئولياته الاجتماعية, ولذلك ندعو قراء مصر من الشباب الذين يقرأون القرآن في الحفلات والمناسبات إلي أن يسارعوا في تسجيل أنفسهم في عضوية النقابة لأن الأمل في الشباب أن يحلوا محلنا حتي تستمر المسيرة.