في استجابة لدعوات المعارضة السورية لجمعة دعم الجيش السوري الحر, خرج آلاف السوريين عقب صلاة الجمعة أمس في مظاهرات بمدن حماة وحمص وحلب وإدلب وعدد من أحياء دمشق للمطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. فيما أعلن نشطاء سوريون أن أكثر من30 شخصا قتلوا خلال الاحتجاجات في اليومين الماضيين. وجاءت دعوة المعارضة السورية بعد يوم من مقتل سبعة علي الأقل من عناصر التنظيم العسكري المنشق عن الجيش السوري في اشتباكات مع القوات الحكومية, في وقت تقول فيه المعارضة إن نحو أربعين ألف جندي قد انشقوا عن الجيش السوري منذ بدء الاحتجاجات. كما ذكر نشطاء سوريون مقيمون في لبنان لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الحكومية والدبابات انتشرت أمس حول أطراف العاصمة دمشق قبيل انطلاق المظاهرات, وأعلن الناشط السوري أحمد بلال إن القوات السورية قصفت مناطق قريبة من ريف دمشق, مما أسفر عن مقتل شخصين علي الأقل خلال اشتباكات بين عناصر الأمن علي الحواجز المنتشرة في المدينة ومجموعات منشقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مظاهرة شارك فيها نحو15 ألف شخص خرجت في ساحة الجامع الكبير في مدينة دوما بريف دمشق, كما خرجت أيضا مظاهرة حاشدة تقدر بنحو20 الف متظاهر في مدينة اريحا بمحافظة إدلب تطالب باسقاط النظام, فيما قتل متظاهر في بلدة كفرنبل في إدلب أيضا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية. وفي مدينة حمص المضطربة, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة انفجارات هزت حي كرم الزيتون أمس, وإن إطلاقا كثيفا للنار تبع تلك الانفجارات, مما أسفر عن مقتل أكثر من3 أشخاص. وكان نشطاء معارضون قد نصبوا ليلة أمس خيمة بمحافظة حمص وعلقوا صورا للمراسل الفرنسي جيليه جاكييه الذي قتل الأربعاء في هجوم بقذيفة هاون بالمحافظة أثناء تغطيته مسيرة موالية للنظام. وقال عمر الحمصي الناشط السوري البارز, إن نشطاء المعارضة أقاموا صلاة مسائية بالشموع علي روحه ليلا, وسط اعتقادات بضلوع الشبيحة الموالين للنظام في قتله. وكانت لجان التنسيق السورية قد أعلنت أمس الأول مقتل24 شخصا بينهم طفل وجنديان منشقان برصاص قوات الأمن والشبيحة خلال اشتباكات ومظاهرات معارضة للنظام في كل من محافظات ادلب وحمص ودير الزور وحماة ودوما بريف دمشق. وعلي الصعيد السياسي, حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا. وقال العربي- في حديث تليفزيوني أوردته وكالة رويترز-: نعم اتخوف من حرب أهلية والاحداث التي نراها ونسمع عنها الآن يمكن أن تؤدي إلي حرب أهلية وليس هذا في صالح الشعب السوري ولا في صالح الدول العربية لأن سوريا دولة مؤثرة ووصف العربي تقارير من البعثة عن الاوضاع في سوريا بانها تبعث علي القلق لكنه قال لا شك ان وتيرة القتل انخفضت بوجود المراقيبن. وأضاف ان البعثة ستقدم تقريرا عن نتائج مهمتها الي وزراء خارجية الجامعة في19 و20 من يناير, ولم يتضح ما الذي يمكن ان تفعله الجامعة إذا وجد التقرير كما هو متوقع ان سوريا لم تف بوعودها أو لم تمتثل لها بشكل كامل, مشيرا إلي أن القرار في هذا الموضوع سيكون للمجلس الوزاري للجامعة ليروا ما اذا كان هناك فائدة في الاستمرار أم لا. يذكر أن الأممالمتحدة أعلنت في وقت سابق أن نحو400 شخص لقوا حتفهم في سوريا منذ وصول بعثة مراقبي الجامعة العربية للبلاد, فيما قالت سفيرة أمريكا لدي الأممالمتحدة سوزان رايس إن هذه الإحصائية أظهرت أن معدلات القتل أصبحت أعلي في الوقت الحالي عن الفترة التي سبقت وصول بعثة المراقبين العرب. وعلي الصعيد الدولي, جددت الخارجية الألمانية مناشدتها رعاياها الذين لا يزالون في سوريا بمغادرة البلاد بسبب استمرار تردي الوضع الأمني هناك. وأشار المتحدث باسم الوزارة أندرياس بيشكه في برلين إلي أن الرعاية القنصلية للمواطنين الألمان في سوريا ستصبح أكثر صعوبة مستقبلا مضيفا: لابد أن نتوقع تزايد تراجع قدرة السفارة علي القيام بوظيفتها. وجدد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله- في السياق نفسه- مطالبته لمجلس الأمن بإصدار قرار خاص بالوضع في سوريا, مبديا قلقه ازاء المعوقات التي تتعرض لها بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية.