مع انتشار الإرهاب ووجوده بشكل مكثف في صحراء سيناء وتسلله من حين إلي آخر ليطل علينا بوجهه القبيح مرة أخري ليقتل الأبرياء من المدنيين ورجال الأمن.. هذه الظاهرة والتي لاتنم عن طبيعة أبناء المنطقة جعلت أجهزة الأمن تتخذ عدة اجراءات للحفاظ علي حياة المواطنين ومؤسسات الدولة المختلفة منها محافظة شمال سيناء ومديرية الأمن وأقسام الشرطة والعديد من المناطق الحيوية بالمحافظة, فضلا عن قطع أجهزة الاتصالات يوميا الأرضية والإنترنت والمحمول, وأيضا إغلاق كوبري السلام والذي يعتبر شريان الحياة لسيناء لإمدادها بجميع المواد التموينية والغذائية والتجارية وحركة العبور من العريش إلي باقي محافظات الجمهورية, كل تلك العوامل شكلت تغييرا ملحوظا في سلوك أبناء سيناء ليعيشوا أياما من العذاب في تلك الأجواء وبالرغم من ذلك فإن جميع المواطنين أجابوا بجملة واحدة وهي: نتحمل العذاب دون ان يجرح مواطن برئ أو جندي من أبنائنا. الأهرام: رصدت الأجواء التي يعيشها المواطنون وسبل التغلب عليها.. في البداية يقول محمد سلام بديوان عام المحافظة ان هناك كثبانا رملية ضخمة بمحيط المحافظة نجتازها علي الأقدام لمسافات طويلة, فضلا عن مواصلات تقلنا إلي مناطق عملنا. ويشير محمد إلي أنه رغم هذه المتاعب فإنني لا أجد أي غضاضة في ذلك بل علي العكس فكل هذه الاجراءات الأمنية نقدرها في محاربة الإرهاب أما حسن شحتة رجل أعمال فيقول أن التعاملات البنكية متوقفة تماما بسبب انقطاع الاتصالات وهذا يعرضنا لإخطار وخسارة جسيمة في الأموال ويشير أيضا إلي ان هذه الخسارة لاتقدر بشيء أمام دماء أبنائنا بسيناء من الجنود أو المواطنين ونأمل في القضاء علي الإرهاب بسيناء قريبا لتعود الحياة إلي طبيعتها. ومن جانبها, تشير الدكتورة إيمان سراج رئيسة المجلس القومي للمرأة بسيناء إلي انه بالرغم من صعوبة الوصول إلي المقر وكثرة المشاكل المتعلقة بالمرأة السيناوية فإن جميع السيدات يحضرن دون أي استياء, فالمرأة السيناوية أيضا تقدر ما يقوم به الأمن بسيناء ونلتزم بالعمل وسط هذه الظروف الأمنية الصعبة. أما عبدالله قنديل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بشمال سيناء فيقول ان تأخر وصول البضائع بسبب إغلاق كوبري السلام والاعتماد علي معديات القنطرة وتكدس الشاحنات سبب خسائر كبيرة للتجار, وارتفاعا في بعض أنواع السلع الغذائية نظرا لارتفاع قيمة المواصلات, وأشار الي انه من خلال اجتماعنا بالتجار أوضحوا أنهم علي استعداد لتحمل جميع الخسائر المالية, بل أشار بعضهم إلي أن كل هذه الخسائر نعتبرها مشاركة منا في محاربة الإرهاب. فيما يوضح فتحي أبوحمدة مدير مديرية التموين بشمال سيناء أننا نتغلب علي جميع الصعوبات والمعوقات في تأخر وصول المواد التموينية بسبب إغلاق الكوبري والانتظار ساعات طويلة في عبور قناة السويس عبر المعديات المخصصة لذلك بزيادة ساعات العمل للمحلات التجارية والتموينية لتلبية جميع احتياجات المواطنين من المواد الغذائية والتموينية.