لغز الدوري.. لايزال مستمرا.. قصة كل يوم.. باتت نغمة تتردد علي الألسنة.. البعض اجتهد وحاول اللجوء إلي ضرب الودع أملا في الوصول إلي حل يهدئ الخواطر, ويوضح الصورة, فالموعد الاصلي المحدد لهذه الولادة المتعثرة هو طبقا للتوقيت الرسمي لمدينة القاهرة26 ديسمبر الحالي. ولكن حتي الآن ليست هناك أي شاردة أو واردة تؤكد أننا في طريقنا للالتزام بذلك, فليست هناك موافقة أمنية تشير إلي ان المسابقة سيتم وضعها تحت الحماية, كما ان الملاعب المطلوبة لاستضافة المباريات ليست متوافرة, لاسيما ان النيابة العامة طلبت اشتراطات معينة من اجل التأمين.. الحقيقة تائهة.. والاجتهادات شائعة.. ولكن الموقف غائم وعائم.. وهو ما كان في حاجة إلي الاستعانة بعدد من الخبراء والنقاد للخروج من المأزق لعل وعسي نهتدي وسط الكلمات إلي الحل السحري, لاسيما ان الأمور تسير إلي الخلاف, وبات الدوري كأنه تائه وسط الطريق يصرخ: أريد حلا الإجابة سريعة خرج اجتماع طاهر أبوزيد وزير الرياضة مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بلا نتائج محددة عن موعد بدء مسابقة الدوري العام لكرة القدم خلال الفترة الحالية. وعلي الرغم من مواصلة الاتصالات بين وزارتي الرياضة والداخلية للاعلان عن موعد انطلاق المباريات بصفة رسمية فإن الاجابة جاءت سريعة ومنطقية من جانب مساعد وزير الداخلية للأمن العام في مداخلة تليفزيونية أعلن خلالها استبعاد اقامة مباريات الدوري الممتاز خلال الفترة الحالية, وأضاف انه من الممكن الحديث عن هذا الموضوع بعد الاستفتاء علي الدستور الجديد للبلاد. وأيضا شهدت وزارة الرياضة خلال الأيام الماضية مناقشات مع المسئولين باتحاد كرة القدم من أجل الوصول إلي حلول لعودة الدوري خاصة أن اتحاد الكرة أعلن اكثر من مرة تحديد مواعيد بدء انطلاق المسابقة, وكان آخرها يوم26 من الشهر الجاري, وكان هذا الموعد مبدئيا فقط لحين وصول موافقة الأمن رسميا, إلا ان مسئولي وزارة الداخلية قالوا ان التنسيق جار الآن مع وزارة الرياضة, وسيتم اخطار الاخيرة بالموعد النهائي لإمكان تأمين مباريات الدوري وانطلاقها رسميا. انقاذ الكرة في البداية طالب عصام عبدالمنعم رئيس اتحاد الكرة الأسبق بضرورة عودة الدوري لإنقاذ الكرة المصرية من الضياع وقال انه من الممكن ان تتحمل الجماهير موسما أو موسمين وقرار العودة مفروغ منه. وقال ان الدوري هذا الموسم سيكون بنظام المجموعتين وهذا لايحقق الهدف خاصة, وأن المنتخب الوطني في حالة تجديد للصفوف, ولابد ان يكون الدوري قويا ومن مجموعة واحدة. وأضاف عبدالمنعم أنه علي كل فرد ان يقوم بعمله ولايعلق عمله علي شماعة الظروف والاحوال وعلي الجميع ان يقوم بدور من أندية وأمن واتحاد كرة, وكل الاندية مسئولة عن جماهيرها. والنادي الذي لايستطيع السيطرة علي جماهيره عليه ان يوقف نشاطه نريد جماعات بين الجماهير لأن وجود الجماهير في المباريات ضرورة وعلي لجنة المسابقات ان تحدد ان يكون العقاب هو حرمانه من الجماهير. وقال عبدالمنعم ان الامن الخاص بالنادي لابد, أن يكون بجانب الأمن العام في حفظ الأمن كما أنه لابد من توافر شروط الأمان التي ينص عليها القانون من خلال اعطاء الاندية فرصة لتجهيزها, وعليها أيضا أن لاتبدأ بنقل مباريات منطقة القناة لملاعب أخري, ولكن لابد ان نعطي هذه الأندية فرصة لكي تلعب علي ملعبها ويكون الجدول طبيعيا وعلي ضوء ذلك تكون هناك عقوبة من عدمه لأنه لابد من فرض حسن النية. وأشار إلي أنه لابد من احترام الجدول احتراما كاملا وهو ما طبق من قبل أثناء وجودي في مهمة رئاسة الاتحاد ولا نفترض سوء النية في الجميع ولكن من يخطيء علينا ببتره. قرار أمني ومن جانبه يقول اللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة الأسبق اننا دائما ما تنظلم اتحاد الكرة في قرار عودة الدوري بجماهير فهو قرار يخص الأمن لانه يتحمل العبء الاكبر في المباريات الجماهيرية, وإلا من خلال هذه الفترة غير مستقر. واذا وضعنا أولوية للامن نجد أن أمن المواطن في الشارع, وفي بيته يأتي أولا اما أمن الملاعب والمباريات فانها تأتي بعدها. وقال إننا نخشي ان يعود الدوري وتأتي المنافسات وتتكرر من جديد مأساة بورسعيد. واذا عاد الأمن للبلاد تعود المسابقات, ويكون هناك اطمئنان في خوض اللقاءات الجماهيرية, واعتقد ان الدولة لم تعد بصحتها مثلما كانت في الماضي وهناك فترة لكي تسترد عافيتها علينا أن نصبر. متاهة كبيرة ويري المهندس شريف حبيب رئيس نادي المقاولون العرب أن اتحاد الكرة اذا لم يتخذ قرارا خلال هذا الأسبوع باقامة الدوري في موعده المحدد فسوف يتم تأجيل الدوري لفترة طويلة لما بعد الدستور, وانتخابات الرئاسة, وسوف تدخل الاندية في متاهة كبيرة, مشيرا إلي ان اتحاد الكرة لم يبذل أي جهد لاقامة الدوري ولابد أن تتخذ الأندية قرارها بنفسها, وذلك برفع قضية علي اتحاد الكرة لتعويض الخسائر التي تتكبدها الأندية من دفع رواتب للاجهزة الفنية والطبية واللاعبين والموظفين بالأندية في ظل توقف النشاط الكروي. ويقترح حبيب انه اذا كانت الاسابيع الاولي من الدوري العام صعبة ان تقام بمصر فما المانع من استضافة الدول العربية للبطولة في هذه الفترة مقابل ان تحصل علي عائد تذاكر المباريات, والبث الفضائي نظير اقامة الفرق المشاركة في هذه الدول علي ان تتحمل هذه الفرق تذاكر الطيران علي سبيل المثال مؤكدا ضرورة وجود بديل لوقف نزيف الخسائر التي تتكبدها الاندية. غير مناسب ويؤكد حسن الشاذلي المدير الفني السابق للترسانة أن الموعد المحدد لاقامة الدوري العام غير مناسب في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد, وإنشغال الجيش بتأمين البلاد والشرطة بالمظاهرات, وقانون التظاهر بالاضافة إلي الأحداث السياسية, مشيرا إلي أن بطولة الدوري العام تختلف عن مباريات الكأس التي يمكن لعبها علي ملعب واحد والتي لاتتعدي6 مباريات بعكس الدوري العام الذي يتطلب لعب12 مباراة في الاسبوع الواحد بالنسبة لدوري المجموعتين فأي ملاعب تستطيع استضافة هذا الكم من المباريات في ظل انشغال الجيش والشرطة بتأمين البلاد بالاضافة إلي الاستفتاء علي الدستور والانتخابات المقبلة ويتعجب الشاذلي من الذي يردد ان المباريات ستقام في عز الظهر فمن الذي سيتابع هذه المباريات في ظل انشغال الطلاب بالدراسة والموظفين بعملهم مؤكدا ان اقامة المباريات بدون جمهور تفقد الدوري متعته لان اللاعب مثل الفنان علي المسرح عندما يبدع فينتظر آهات الجماهير ليرتفع الاداء فلذلك لابد ان يتحمل الرياضيون والجماهير الظروف التي تمر بها البلاد والتي تعيق اقامة الدوري العام فالجميع يتمني عودة النشاط الكروي, ولكن ما باليد حيلة. صورة طبيعية ويري طه بصري المدير الفني السابق للعديد من الاندية ونجم الزمالك السابق ان حوالي95% من العاملين في المجال الرياضي محترفون وتوقف الدوري العام يحرمهم من مورد رزقهم ويكفي3 سنوات ماضية توقف فيها الدوري الامر الذي اثر علي المنتخب بالدرجة الاولي والاندية, مؤكدا ان الظروف الحالية تسمح بعودة الدوري والنشاط الكروي فالحياة تسير بصورة طبيعية, وليس معني ان وجود مظاهرة هنا أو هناتك ان يقف النشاط الكروي. القرعة.. والأمن ويتعجب محمد حلمي المدير الفني لفريق انبي من جراء قرعة الدوري قبل ان يأخذ اتحاد الكرة موافقة الأمن وتحديد الملاعب التي ستقام عليها المباريات مؤكدا ان البداية كانت خاطئة كمثل الذي اشتري زرار البدلة قبل ان يشتري القماش, مشيرا إلي ان حال اتحاد الكرة محير للغاية ولو أراد ان يبدأ الدوري فسوف يفعل علي الفور ولكن تعود علي سياسة رد الفعل وليس الفعل, وكل ما يفعله كلام فقط لتهدئة الرياضيين, وكل من يعمل في مجال الرياضة ويندهش حلمي من اقامة نهائي افريقيا بين الاهلي واورلاندا ودخول الجماهير وتمر المباراة بسلام وكذلك اقامة مباراة مصر وغانا وما سبقها من مهاترات واستنجاد غانا بالاتحاد الدولي لكرة القدم( الفيفا) لنقل المباراة خارج مصر في ظل هذه الظروف وبالرغم من ذلك تحدت مصر كل ذلك واقيمت المباراة وانتهت بسلام بالرغم من عدم تأهل مصر لكأس العالم؟!