تسعي ماليزيا لأن تصبح مركز الصادرات الرئيسي في أسيا مستغلة في ذلك الجودة العالية لمنتجاتها التي تتمتع بسمعة عالمية متميزة, ثم من خلال إطلاع دول العالم والمستوردين والشركات العالمية علي منتجاتها والتوفيق بين الشركات الصناعية الماليزية المصدرة ونظيراتها من الشركات المستوردة من دول العالم باعتبار أن ذلك يحقق أهداف الدولة في معدل نمو مرتفع ودعم الإقتصاد الوطني. ولذلك فقد قررت في بداية عقد التسعينات من القرن ال20 إنشاء وزارة خاصة بالتجارة الدولية والصناعة, أطلقت عليهاMiti تماما كما فعلت اليابان في بداية ستينات القرن ال20 لدعم سياساتها التصديرية. ثم أنشأت من داخلها هيئة أو وكالة أطلقت عليها هيئة تنمية التجارة والصناعة الخارجية, مهمتها مساعدة الشركات الماليزية في الوصول إلي الأسواق العالمية والأقليمية من خلال مكاتبها المنتشرة في أنحاء العالم أو من خلال تنظيم المعارض والمؤتمرات في ماليزيا ودعوة الشركات المستوردة من كل أنحاء العالم وتنظيم لقاءات متبادلة بين الشركات الماليزية المصدرة والشركات العالمية المستوردة. ومن هنا تولدت لدي المسئولين في هيئة تنمية التجارة الخارجية فكرة عبقرية, وهي لماذا لا تحاول التوفيق بين البائع والمشتري أي بين الشركات الماليزية المصدرة والشركات الأجنبية المستوردة.. وأن تجمع بين الطرفين وترتب لقاءات بينهما تحت إشرافها. ومن هنا ولدت فكرة معرض أو مؤتمر ماتريدMatrda وهكذا بدأ معرض البائعين والمشترين في عام2007, واختتمت دورتها السابعة منذ أيام, وشاركت فيها نحو600 شركة مستوردة من68 دولة منها نحو20 شركة مصرية بالإضافة إلي9 آلاف شركة ماليزية, وافتتحه وزير التجارة الدولية والصناعة داتو مصطبا محمد. وفي لقاء للصحفيين مع دكتور وونج لي صم الرئيس التنفيذي لهيئة التجارة الخارجية, قالت إن السياسات الإقتصادية لماليزيا تركز علي أن تتحول البلاد إلي مركز رئيسي للصادرات في آسيا, وأن الحكومة تعول كثيرا علي معرض ال ماتريد الحالي, وقد تم توقيع صفقات خلال المعرض بأكثر من مليار و300 مليون رنجت ماليزي الدولار يساوي20,3 رنجت وهكذا نجحت ماليزيا في أن تحقق طفرة كبيرة في صادراتها إلي العالم وبعد أن كانت صادراتها في عام28,1980 مليار رنجت وصلت في عام2011 إلي نحو700 مليار رنجت, ويتوقع أن تتجاوز800 مليار في عام2012, وكان إجمالي تجارة ماليزيا مع العالم عام1980 نحو51 مليار رنجت بلغت عام2011 واحد تريليون و269 مليار رنجت. وإذا كنت ماليزيا تفخر بأنها تحولت خلال أقل من30 عاما من دولة زراعية متخلفة إلي دولة صناعية متقدمة, فإن الفضل الأول يرجع إلي أبنائها, وخاصة النخبة السياسية والصناعية الذكية التي قادت البلاد نحو الأستقرار السياسي والتقدم الأقتصادي والصناعي! ومن هنا قدم لنا خلال حفل الأفتتاح الرائع والمؤتمر الصحفي الذي أعقبه وزير التجارة والصناعة مصطبا محمد الكتاب الذي أصدرته وزارة تحت عنوان من لاصفر إلي الصدارة ويحكي قصة تجربة التقدم في ماليزيا!