ساد هدوء حذر صباح أمس محاور القتال بين منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في طرابلس عاصمة شمال لبنان بالرغم من سماع أصوات طلقات نارية متقطعة بين الحين والآخر خصوصا رصاص القناصة. وذلك بعد ليلة عنيفة شهدتها المدينة أمس الأول مما أسفرعن إصابة12 شخصا, وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا نتيجة هذه المعارك منذ السبت الي15 قتيلا و89 جريحا. وأغلقت أمس معظم المحال التجارية والمدارس والجامعات أبوابها فيما باتت حركة السير شبه مشلولة, ومازال هناك طرق رئيسية مقطوعة بسبب استمرار عمليات القنص وتراجعت حدة الاشتباكات العنيفة التي دارت بعد منتصف ليل أمس الاول حتي ساعات مبكرة من صباح أمس ومازالت دوريات الجيش اللبناني تنفذ انتشارا واستخدمت القنابل المضيئة لكشف أماكن المسلحين وقد تم اعتقال عدد كبير منهم. وأشار مصدر أمني الي ان اشتباكات ليلة أمس الأول كانت عنيفة جدا, واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون وتسببت المعارك باحتراق عدد كبير من السيارات والشقق السكينة. وجاء التصعيد بعد تفجير في مبني من ثلاث طبقات يقع في جبل محسن علي تخوم باب التبانة, مما ادي الي انهياره. واتهم عبد اللطيف صالح المتحدث باسم الحزب العربي الديمقراطي أبرز ممثل للعلويين في لبنان, مسلحين تسللوا من باب التبانة وفخخوا المبني ثم فجروه. وفي غضون ذلك طالب النائب اللبناني أحمد فتفت عضو كتلة تيار المستقبل بتغيير القيادات الأمنية في طرابلس التي كانت موجودة منذ12 جولة قتال بالمدينة بين المسلحين السنة والعلويين ولم تتمكن من فرض سلطة الجيش اللبناني علي الأرض. وقال فتفت في تصريح صحفي أمس إن إعطاء قيادة الأجهزة الأمنية للجيش اللبناني لا يكفي لضبط الوضع الأمني في طرابلس مشددا علي أن أول إجراء يجب أن يتخذ هواعتقال علي عيد رئيس الحزب العربي الديمقراطي ممثل العلويين ورفعت عيد أمينه العام وإلا لن يطمئن الناس إلي أية قيادة أمنية لا تقوم بواجبها تجاه الفريقين. واعتبر أن الخطة الأمنية لم تنجح في طمأنة أهل طرابلس إلي أن المجرمين سيساقون فعلا إلي العدالة.