أعترف أننا في وضع صعب وأن ما يشهده الشارع وما تنقله الفضائيات يؤثر علي تدفق السائحين إلي مصر بشكل كبير..ولكن لايمكن أن أضع يدي علي خدي وأجلس أنتظر.. لابد أن أتحرك وأبذل كل جهد من أجل السياحة ومن أجل مصر سأسعي كل يوم لجذب سائح جديد حتي وإن كان سائحا واحدا إلي مصر. هكذا كان كلام هشام زعزوع وزير السياحة معي قبيل مغادرته القاهرة أمس متوجها لمدة48 ساعة إلي العاصمة البولندية وارسو للمشاركة في المعرض السياحي هناك ومقابلة المسئولين عن صناعة السياحة هناك, وكذلك وزيري الخارجية والسياحة لبحث رفع حظر السفر إلي مصر أو تخفيفه علي بعض المناطق السياحية المصرية. وأضاف وزير السياحة أنه من المهم توجيه رسالة إلي كل السائحين تقول إنه لا مخاوف أمنية تواجه السائحين وما يحدث في مصر شأن داخلي. وأكمل وزير السياحة هشام زعزوع كلامه قائلا: إن المقاصد السياحية المصرية آمنة وأن السائحين غير مستهدفين من قبل أي جماعات أو أحزاب في مصر, مضيفا أن الشعب المصري علي وعي بأهمية السياحة كمصدر فاعل من مصادر الاقتصاد القومي وأنه دائما شعب مضياف يرحب بزائريه. وأكد الوزير أن بعض وسائل الإعلام غالبا ما تهول من الأوضاع الأمنية علي غير الحقيقة خاصة أن مصر دولة كبيرة لا يمكن حصرها في اماكن التظاهرات فقط, مؤكدا أمان المقاصد السياحية المصرية, وأن صدور قانون تنظيم التظاهر خطوة في الطريق الصحيح لاعادة الانضباط للشارع وبما سيكون له أثر جيد يصب في مصلحة السياحة. وأضاف زعزوع أن الحرية هي أهم مكتسبات ثورة25 يناير وأن هذه الحرية لابد أن تكون مسئولة وتحددها ضوابط وقوانين حتي لا تتحول الحريات إلي فوضي وغوغاء. وأشار إلي أن قانون التظاهر في مصر أقل تشددا من كبريات الدولة التي تنتهج المسار الديمقراطي. وأكد أهمية التكاتف بين فئات المجتمع لاستعادة الحركة السياحية الوافدة من خلال الانضباط السلوكي والوعي السياحي. وقال الوزير إن هناك22 دولة قامت برفع حظر السفر إلي مصر وأهمها روسيا التي جلبت العام الماضي2.5 مليون سائح وأن التنسيق قائم بين وزارة السياحة ووزارة الخارجية بشأن ايضاح حقيقة الأوضاع في مصر, مضيفا أن الأيام المقبلة ستشهد قيام المزيد من الدول بتخفيف تحذيرات السفر الي مصر. وأشار الوزير الي أن عد السياح الذين زاروا مصر في ال10 أشهر الأولي من العام الحالي وصل8 ملايين سائح, وأن عدد من يعمل في القطاع السياحي المصري قرابة ال4 ملايين سائح بما يعكس أهمية السياحة لقطاع عريض من الشعب المصري. وأكد وزير السياحة أن رقم8 ملايين سائح حتي الآن في عام2013 يعتبر جيدا رغم كل الظروف التي تمر بها مصر ومن المتوقع أن ينتهي العام بنحو9 ملايين سائح و8 مليارات دولار تقريبا. وبالرغم من هذه الأرقام فإن وزير السياحة أكد أننا مازلنا بعيدين عن الرقم القياسي للسياحة المصرية الذي تحقق في2010 وهو ما يقرب من15 مليون سائح وكانت الإيرادات نحو12.5 مليار دولار أي أنه مازال ينقصنا هذا العام نحو6 ملايين سائح. وأكد وزير السياحة أن مصدر أرقام السياحة المصرية يأتي من ادارة الجوازات بوزارة الداخلية وليس وزارة السياحة وبالتالي فانه لا مجال لأحد أن يشكك في الأرقام لأنه ليست لنا مصلحة في ذلك. من ناحية أخري, وفي إطار حديث الارقام.. أصدرت منظمة السياحة العالمية تقريرا يؤكد أن الطلب علي السياحة العالمية حافظ علي معدلاته القوية خلال الأشهر الثمانية الأولي من العام الحالي.3102 وذكر باروميتر المنظمة أن عدد السائحين في مختلف أنحاء العالم ارتفع بنسبة5% بفضل النتائج القوية التي حققتها الدول الأوروبية بشكل أساسي, فضلا عن الأداء الايجابي لمناطق آسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط. كما ارتفع عدد مرات وصول السائحين في العالم بنسبة5%, مسجلا747 مليون سائح في مختلف أنحاء العالم, بزيادة83 مليون سائح عن الرقم الذي تم تسجيله في الفترة نفسها من عام.2012 وبعد البداية القوية التي تم تسجيلها في بداية العام الحالي, حافظ الطلب علي السياحة العالمية علي قوته في نصف الكرة الارضية الشمالي في موسم الذروة وهي أشهر الصيف, خاصة من يونيو الي اغسطس, حيث ظهرت نتائج إيجابية بالارقام الصريحة, فقد ارتفع عدد مرات وصول السائحين العالميين الي521 مليون سائح في كل من يوليو وأغسطس, بينما بلغ الرقم في يونيو فقط001 مليون سائح, وهي أرقام يتم تسجيلها للمرة الأولي, وبالنظر إلي أن أوروبا هي أكثر مناطق العالم التي توجد فيها وجهات سياحية جاذبة, فإن معدل النمو5% يعتبر إيجابيا للغاية. وفي آسيا والمحيط الهادي, بلغ معدل نمو السياحة6%, وهو معدل إيجابي أيضا تم تسجيله بفضل الأداء القوي لمنطقة جنوب وشرق آسيا التي سجلت بمفردها21%, وأضافت عدد مرات وصول للسائحين بلغ01 ملايين. أما منطقة الشرق الأوسط فسجلت نموا بلغ7%, وهي قفزة كبيرة جاءت بعد عامين من التراجع. أما من حيث الانفاق السياحي, فأشار الباروميتر إلي أن الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة واصلت قيادة حركة إنفاق السائحين علي مستوي العالم, حيث سجلت الصين زيادة في إنفاق سائحيها بلغت13%, وجاء سائحوها في المقدمة, بينما جاءت روسيا في المركز الثاني في قائمة إنفاق سائحيها, بنسبة زيادة بلغت82%, ثم البرازيل51%.