خرج يلوح للجماهير وبصحبته امرأة سوداء وبرفقتهما شاب وفتاة تبدو ملامحهما من زنوج أفريقيا ثم احتضنوا بعضهما في مشهد مليء بالدفء..انها صورة عمدة نيويورك . الديمقراطي الجديد بيل دي بلاسيو مع اسرته الصغيرة- وكلمة السر في نجاحه- التي ساندته طويلا حتي فاز بالمنصب الذي طالما حلم به بعد أن تغلب علي منافسة الجمهوري جو لوتا وحصوله علي أكثر من73% من أصوات الناخبين ليعيد المنصب للحزب الديمقراطي بعد غياب طال لأكثر من20 عاما. وصف نفسه ب التقدمي مفتخرا بكونه كذلك مستغلا معاناة الطبقة الوسطي والأقليات والفقراء لصالحه فيصبحوا الكرت الرابح في معركته الانتخابية فيفوز بالمنصب بعد أن ظل الملياردير الأمريكي مايكل بلومبرج علي عرش الولاية علي مدي12 عام أي3 ولايات متتالية ثم تدخل نيويورك في حقبة جديدة تحت رئاسة الديمقراطي بيل دي بلاسيو الذي أستطاع كسب تآييد الناخبين بصراحته الشديدة والتي تمثلت في وعوده المنطقية حيث اعترف بصعوبة تغيير وضع سكان نيويورك بين عشية وضحاها, لكنه أضاف أنه سيكافح من أجل ذلك دون كلل. ومع حصول بلاسيو علي المنصب, تكون مدينة نيويورك قد أخذت توجها سياسيا ليبراليا صريحا عكس ما كان ينتهجه العمدة السابق مايكل بلومبرج وقبله ردولوف جولياني, اللذين كانا يطبقان سياسة يمكن تصنيفها سياسة محافظة. بيل دي بلاسيو الذي يبلغ من العمر52 عاما ذو الأصول الإيطالية ولد في مانهاتن ويحمل الجنسية الأمريكية في حين أن والده ألماني الأصل وأمه إيطالية. حصل علي درجة البكالوريوس من جامعة نيويورك وتخصص في الدراسات الحضرية ركز في دراساته علي سياسة الأقليات وتجربة الطبقة العاملة ثم حصل علي درجة الماجستير في الشؤون الدولية من جامعة كولومبيا. كان عضوا بارزا في مجلس المدينة ببروكلين منذ2001 وحتي2009, كما كان مديرا لحملة هيلاري كلينتون لانتخابات مجلس الشيوخ في عام.2000 يذكر آن له العديد من المواقف السياسية البارزة والتي تحسب له حيث ساعد في تمرير قانون لتحسين خدمات الإسكان لذوي الدخل المنخفض من سكان نيويورك, كما ساعد في تمرير قانون لحماية المتحولون جنسيا والاعتراف بحقوق زواج المثليين. آما زوجة بلاسيو التي تدعي شيرلين مكاراي فهي أمريكية صاحبة أصول أفريقية, شاعرة وناشطة سياسية واجتماعية مشيت علي خطي ميشيل أوباما في دفع زوجها نحو النجاح حيث لعبت دورا هاما في تعزيز شعبيته في مدينة تشتهر بتنوعها العرقي, كما ساهمت في حصد الأصوات النسائية لصالح زوجها. وقد استطاع بلاسيو كسب شعبية كبيرة لتركيز برامجه الاجتماعية لصالح الطبقة الوسطي في المدينة أي الطبقة المتضررة اقتصاديا خاصة الآسيويين والأفارقة من النساء والسود. فقد تعهد بلاسيو في حملته الانتخابية علي ضرورة ردم الهوة بين الأغنياء والفقراء في نيويورك التي يسكنها أثرياء العالم ولكن يعيش46% من سكانها تحت خط الفقر. لكنه تعهد بعدم ترك أي فرد في الولاية علي حافة الطريق, إلي محو الفوارق الاجتماعية المتواجدة بين سكان المدينة, كما يخطط لفرض ضرائب إضافية علي أولئك الذين يجنون أرباحا مالية تتعدي500 ألف دولار سنويا وتسخيرها لتمويل حضانات جديدة لجميع الأطفال ابتداء من سن الرابعة, فضلا عن بناء مساكن اجتماعية لذوي الدخل البسيط. وتعهد دي بلاسيو أيضا ببناء200 ألف مسكن اجتماعي جديد والدفاع عن المستشفيات الواقعة في الأحياء الشعبية وأعلن عن رغبته في إصلاح ما يسمي بقانون الإيقاف والتفتيش الذي يسمح للشرطة بتفتيش من تشاء دون تفسير ويستهدف السود ومن أمريكا الجنوبية تحديدا. بين حقبة طويلة حكم فيها بلومبرج ولاية نيويورك لم تشبها شائبة وبين وفترة قادمة في ظل بلاسيو.. هل سيستكمل بلاسيو مشوار بلومبرج أم سيتفوق عليه أم سيرجع بنيويورك للخلف سؤال لن تثبته سوي الأفعال وليس الوعود.