لم تكن الفنانة السورية ميسون أبو أسعد تحلم في بداية حياتها الفنية بهذا الكم الوفير من الأعمال الدرامية الشهيرة التي عملت بها, وهي تنتظر المزيد من الأعمال الفنية المتميزة بعد أن لعبت بطولة العمل الدرامي' الخوف والعزلة'.. كما شاركت في قلبي معكم.. فنجان الدم.. آخر أيام الحب.. الدوامة. أما مشاركتها في دوبلاج لصوت' رفيف' بطلة' سنوات الضياع' و' نجي' في' نور' فهما وحسبما تقول لم يضيفا لها قيمة فنية.. لماذا؟ ترد ميسون' لا شك أن الممثلين الأتراك أنفسهم هم الذين يحصدون الشهرة الكبيرة التي حققتها أعمال الدراما التركية المدبلجة إلي العربية السورية, فهناك ممثلون أتراك أصبحوا مشهورين في الوطن العربي كله عن طريق أصوات الممثلين السوريين'.. وهنا تشير ميسون أبو أسعد بأسي إلي حالها هي وبقية الفنانين السوريين' ومع ذلك لم نحظ باي اهتمام'.. ولهذا تؤكد قائلة:' بسبب تجاهلنا, فقد أقلعت عن المشاركة في أعمال الدوبلاج, لأنني أري الفنان صاحب الصوت يبذل جهدا كبيرا, أما النجاح فيحصده الفنان التركي,ونحن تعلمنا في المعهد المسرحي أن الصوت يعطي الروح للشخصية بينما الصورة تعطي لمحه من الدقيقة'. إلتقينا ميسون علي هامش مهرجان الاسكندرية في دورته التاسعة والعشرين حيث تشارك بالفيلم السوري' مريم' في زيارة ليست الأولي لها لمصر, لأنها جاءت إلي هنا عدة مرات, تضمن بعضها مشاركتها في العمل الفني التاريخي' سقوط الخلافة', للمخرج الأردني أحمد عزيزية وللكاتب يسري الجندي, وتقول ميسون:' لكم كنت سعيدة بالإشتراك في المهرجان الذي أقيم في هذا التوقيت, رغم الأحداث السياسية الساخنة التي تمر بها مصر, فهي خطوة جريئة تستحق المساندة'. أما فيلمها' مريم', والذي لعبت دور' أم' جسدت فيه أحزان المرأة السورية, فهي تري أنها بهذا الدور المهم إنتقلت إلي مرحلة جديدة كممثلة في مسيرتها الفنية, رغم أنها ترددت في قبول الدور عندما عرض عليها في البداية, وكان لقراءتها السيناريو غيرت موقفها لتوافق علي الفور علي لعب الدور المحوري في الفيلم, واذا كان من الطبيعي أن تؤثر الأحداث الجارية في سوريا علي الحركة الفنية هناك, فإن المسرح السوري هكذا تقول ميسون كان من أشد الأشكال الفنية تأثرا بتلك الأحداث بشكل كبير' لأن المسرح يحتاج للجمهور, ولعمل البروفاتاليومية وتوقيتات محددة أيضا للعرض المسرحي, وكل هذا تأثر بشكل ملحوظ, بخلاف المجالات الفنية الأخري التي تأثرت بشكل طفيف', وعن مدي إنعكاس هذه الحالة التي تمر بها سوريا علي الأعمال الفنية؟ وهل جسدها الفنانون في أعمالهم'.. تأتي إجابة' ميسون' سريعة وحزينة في نفس الوقت:' قد تم تجسيد أحداث الوطن المجروح, من خلال عدة أعمال فنية مثل' الولادة من الخصر.. حائرات.. سنعود بعد قليل.. تحت سماء الوطن'. هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه سوريا الوطن والشعب, جعل الفنانة ميسون تتمني أن يعود الوطن بسرعة ليلتحممن جديد وليكون وطنا واحدا لا ينقسم, والأهم هو أن يعود أبناء الوطن المهجرون لوطنهم الأم, حيث الإستقرار والدفء. الفنانة ميسون تجسد حالة بلدها, فهي تنتظر الغد ليحمل الأمل لها ولوطنها سوريا, ولا تفقد هذا الضوء الذي سيجئ في آخر النفق, فهي تتعهد لمعجبيها بالانتهاء قريبا من أعمال فنية علي مستوي راق يليق بها كفنانة تنتمي لعائلة فنية.