لم يحدث من قبل أن ذهب فنانون لحاكم او تيار سياسي يجسون نبض توجهاته حتي يشكلون فنا يساير تلك التوجهات, ولم نر فنا ذات مرجعية دينية, ذلك يتنافي مع حرية الابداع, لأن الفن قائم علي التمرد وانتقاد الواقع بكل ما فيه, من أجل عالم أفضل. لذا خلفت زيارة نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور للمرشد العام للأخوان المسلمين شعورا بالاستياء, بتصرفه الفردي الذي بدا وكأنه يسعي للحصول علي تطمينات, مما يعني انه جاء مدفوعا نتيجة تخوفات الفنانين, علي غير الحقيقة, مما أثار الفنانين الذين يخشون علي الإبداع من السيطرة الدينية. يتكرر نفس المشهد في المغرب, بعد فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي برغم تطمينات أمين الحزب عبدالإله بنكيران, لم ينجح تماما في طرد مخاوف البعض من أن يؤثر فوز الحزب ذي المرجعية الإسلامية علي حرية الإبداع الفني, خصوصا السينما المغربية التي تتناول موضوعات مازالت تعتبر من المحرمات في المجتمع, لكن عددا من الفنانين والنقاد يعتقدون أن هذا الفوز لن يكون له أدني تأثير علي مستوي حرية الإبداع, أولا لأن الحزب لن يكون صاحب القرار النهائي في هذا الشأن, وسيكون عليه احترام توجهات الأحزاب الأخري المشاركة في الائتلاف الحكومي, وثانيا لأن الدستور المغربي يضمن للفنانين حرية الإبداع و التعبير, وهذا ما نتطلع اليه إيضا في الدستور المصري. 25 يناير ليس ذكري, ولكن للتذكرة باليوم الذي اشتعلت فيه ثورة الكرامة والحرية, التي لم تؤت بثمارها بعد, لامانع من أن نجتمع في الميدان لنغني, نحن شعب يحب الحياة, لكن الاحتفال الحقيقي يوم لا يموت فيه مواطن من أجل رغيف عيش, أما عيد الشرطة, يوم أن يتم القبض علي قتلة اللواء البطران, فهم نفسهم قتلة الشهداء. [email protected] المزيد من أعمدة سمير شحاته