تعرفون ولا شك القطب الوفدي الكبير محمود باشا فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر( عاش من1888 ومات1948) وهو الذي لطالما أشاد الزعيم سعد زغلول بوطنيته, واغتالته جماعة الاخوان الارهابية في واحدة من أشهر جرائمها المروعة علي أيدي ثلاثة من مجرميها بعدما قام النقراشي باشا بحل الجماعة. ومنذ أيام كنت علي موعد مع هاني محمود فهمي النقراشي نجل ضحية الإخوان التاريخية الذي يعيش في ألمانيا ويرأس إحدي جمعية الجالية المصرية ويعمل استشاريا هندسيا لمؤسسة ديزرتيك.. ولكن ما هي المناسبة التي أتحدث فيها عن لقائي بذلك الرجل الذي رتبه صديقنا المشترك رمزي زقلمة عضو الهيئة العليا للوفد.. هي ببساطة مشروع لتوليد الطاقة من الشمس عرضه علي وزير الكهرباء ضمن إطار مبدئي لإنتاج الكهرباء النظيفة للسوق المصرية وتصديرها إلي بلاد أخري( ضمنها ألمانيا), ويقول النقراشي إن مصر بلد يصلح تماما لذلك بل هي أكبر سوق في العالم لإنشاء المحطات الشمسية الحرارية المزودة بتخزين حراري يسمح لها بالعمل24 ساعة. وقال لي الرجل إن وزير الطاقة المصري تحمس جدا للفكرة, ثم بدأ يتهرب من الموضوع.. وزير الطاقة المصري يتكلم الآن عن الطاقة من المحطات النووية ونسي حماسه, رغم أن انتاج مصر من الطاقة الشمسية الحرارية يدخل مصر كبداية مائة مرة قدر احتياج مصر عام.2050 ويعيدا عن النقاط الفنية في هذا الملف, فإن منطقية الفكرة نظريا تدفعني لسؤال الوزير لماذا لا تناقش مصر ذلك الخيار وتزاوج أو تجمع بينه وجهد الهيئة العربية للتصنيع وبخاصة ان توليد الطاقة من الشمس يسمح لنا بتحلية مياه البحر علي نطاقات واسعة, ولماذا لا نشرك الرأي العام في الحديث عن تلك الموضوعات التي تبدو دائما سرية, وأعرف ان الحكومة المصرية تستسهل وتسأل( ما هي تكلفة مثل ذلك المشروع؟) بينما من قدمه ليس تاجرا وانما صاحب فكرة وعلينا نحن أن نجد أقل تكلفة لتنفيذ هذا الفكر. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع