في الوقت الذي اعترفت فيه ليسا موناكو مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب بأن عمليات المراقبة الأمريكية التنصت أثارت توترات شديدة مع بعض أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة, ودافعت عنها, وشددت علي أنها مشروعة, أطلقت فرنساوألمانيا مبادرة مشتركة- مدعومة من الدول الأوروبية- بهدف وضع قواعد مشتركة مع الولاياتالمتحدة لمنع عمليات التجسس. وفي مؤشر جديد علي أن الولاياتالمتحدة كانت تتجسس علي الجميع, كشف رئيس جهاز الموساد الأسبق داني ياتوم عن أن المخابرات الأمريكية تقوم بالتنصت علي مسئولين إسرائيليين. وقد تواصلت ردود الفعل علي فضائح تجسس أجهزة المخابرات الأمريكية علي ملايين الاتصالات في أوروبا, وهيمنت تلك الفضائح علي قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل, خاصة بعد كشف صحيفة الجارديان البريطانية عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت علي35 من قادة العالم. وحذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن انعدام الثقة قد يضر التعاون الضروري في مجال الاستخبارات, مشيرة إلي أن الثقة في حاجة لإعادة بناء, وذلك علي خلفية تقارير أفادت بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية إن إس إيه تتنصت علي اتصالات عدد من القادة الأوروبيين. واعتبرت ميركل أن التقارير حول احتمال تنصت أجهزة المخابرات الأمريكية علي هاتفها المحمول الشخصي هزت بقوة العلاقات بين أوروبا والولاياتالمتحدة. وتزامنت هذه التصريحات مع تأكيد صحيفة ألمانية أن عمليات التنصت علي هاتف ميركل تمت من سفارة الولاياتالمتحدة في برلين, عبر الجهاز الخاص بجمع المعلومات. وطالب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بوقف عمليات التجسس الأمريكية ضد الحلفاء الأوروبيين. وقال: ما يعتد به اليوم هو التأكد من أن مثل هذا الأمر لن يتكرر. وأوضح أن هذا هو الهدف المشترك من المبادرة الألمانية-الفرنسية, مشددا علي أن ألمانياوفرنسا متحدتان في إجراءاتهما, وأن دولا أوروبية أخري انضمت لهذه المبادرة. وقال إن ما كشفه العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودين حول التجسس من قبل الولاياتالمتحدة علي حلفائها كان مفيدا وأدي إلي مزيد من الفاعلية لأجهزة المخابرات وإلي مزيد من الحماية للحياة الخاصة للمواطنين. وأضاف: نريد أن نعرف ما تعرفه الصحافة وأن تستمر في نشره انطلاقا من وثائق سنودين. وشدد زعماء الاتحاد الأوروبي في بيان علي أن اهتزاز الثقة في الولاياتالمتحدة بسبب التجسس علي حلفائها قد يضر بالحرب علي الإرهاب, وطالبوا بوضع ميثاق عمل جديد في هذا الإطار بحلول نهاية العام. وعلي جانب آخر, قالت ليسا موناكو مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في مقال نشرته صحيفة يو إس إيه توداي إن المعلومات التي كشفت خلال الأشهر الأخيرة أثارت توترات شديدة مع بعض أقرب شركائنا الأجانب. وأضافت: مع أننا نجمع النوع نفسه من المعلومات التي تجمعها جميع البلدان الأخري, فإن أجهزة مخابراتنا تخضع لمزيد من القيود والمراقبة من أي بلد آخر.