قبل ساعات من مناقشة هذه الأزمة في أول اجتماع بين نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن, دعت منظمة العفو الدولية الولاياتالمتحدة إلي وضع حد للسرية المحيطة بغارات الطائرات بدون طيار في باكستان ومحاكمة المسئولين عن هذه الغارات غير الشرعية, وذلك في الوقت الذي اتهمت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش واشنطن بانتهاك القانون الدولي عبر الغارات الجوية ضد إرهابيين مزعومين في اليمن وهو ما تسبب في قتل عشرات المدنيين. وأطلقت العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش نداء مشتركا للكونجرس الأمريكي بالتحقيق الكامل في الحالات التي وثقتاها, علاوة علي غيرها من الغارات المعرضة لاحتمال عدم المشروعية, والإفصاح للجمهور عن أي أدلة علي انتهاكات لحقوق الإنسان. وطالبت المنظمة الدولية ومقرها لندن في تقريرها واشنطن بالكشف عن المعلومات حول هذه الغارات للتحقق مما إذا كانت تحترم القانون الدولي, وهي قد تكون كذلك في حال كانت تهدف مثلا إلي القضاء علي تهديد مرتقب لواشنطن. وقال مصطفي قادري المحلل في منظمة العفو في باكستان إن السرية المحيطة ببرنامج الطائرات بدون طيار تعطي الحكومة الأمريكية حقا في القتل يتخطي صلاحيات المحاكم والمعايير الجوهرية للقانون الدولي. وتابعت أن علي السلطات الأمريكية ان تفتح برنامج طائراتها بدون طيار أمام تدقيق علني مستقل وحيادي. وتطرق التقرير تحديدا إلي أربعين غارة نفذت منذ منتصف2012 في شمال غرب باكستان, بينها غارة جرت في24 أكتوبر من العام الماضي وأدت إلي مقتل امرأة تبلغ68 عاما وتدعي مامانا بيبي في بلدة بولاية شمال وزيرستان القبلية, والهدف الرئيسي لغارات الطائرات الأمريكية بدون طيار في باكستان. وأوضحت المنظمة الحقوقية في تقريرها أن منظمة العفو الدولية لم تعثر في تحقيقها حول هذه الغارة علي أي دليل عن منشآت عسكرية أو مجموعات مسلحة أو مخابئ أو مقاتلين, ما يوحي بحصول فشل كارثي للسلطات الأمريكية التي قد تكون اعتبرت مامانا بيبي خطأ علي أنها من المقاتلين. وعلي ضوء هذا المثل, دعت منظمة العفو الدولية واشنطن إلي إحالة المسئولين عن هذه الهجمات غير الشرعية إلي القضاء والتعويض علي عائلات الضحايا الأبرياء. ولفتت بهذا الصدد إلي أن حتي الغارات التي تقتل مسلحين فقط قد تعتبر تصفيات خارج إطار القانون. ودعما لموقفها المندد بهذه الغارات تشير المنظمة إلي الهجمات ضد فرق الإغاثة حين تقوم طائرة بدون طيار بقصف الموقع نفسه للمرة الثانية في وقت يكون عائلات ضحايا الغارة الأولي وفرق الإسعاف في المكان. وأنحي التقرير باللائمة علي الضربات المبنية علي الشكوك وهي هجمات تكون فيها هوية الضحايا غير معروفة, لكن عمرهم وجنسهم وتصرفهم يبدو مريبا, وأن هذا النوع من الهجمات أخذ في التزايد خلال إدارة أوباما. كذلك انتقدت منظمة العفو الدولية الازدواجية في موقف باكستان التي تعتبر رسميا أن هذه الضربات انتهاك لسيادتها, لكنها تري سرا أن الكثير من هذه الغارات كان مفيدا. كما أبدت المنظمة قلقها مما اعتبرته تواطؤا من جانب استراليا والمانيا وبريطانيا التي تقدم علي ما يبدو معلومات مخابراتبة مساعدة لغارات واشنطن علي الأراضي الباكستانية. وتقول منظمة العفو الدولية إن بعض أعمال القتل قد ترقي إلي مستوي جرائم الحرب أو عمليات الإعدام خارج إطار القضاء. وأشار التقرير إلي أن سكان الحزام القبلي يعيشون في خوف مستمر من الموت جراء الهجمات التي تشنها تلك الطائرات بدون طيار. ونقل التقرير عن أحد قاطني إيسو خيل وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا من الهجمات في شمال وزيرستان قوله:أي أحد يطلق لحية ومعه سلاح ويقود سيارة يظن الناس أنه قد يكون من مقاتلي طالبان. وتابع:لكن هنا جميع الرجال يحملون أسلحة, ولذلك لا يمكنك أن تعلم من الذي ينتمي إلي طالبان ومن هو مجرد شخص محلي في قريته. وصدر هذا التقرير حول عمليات القصف التي تنفذها الطائرات بدون طيار الأمريكية في باكستان بصورة خاصة والرامية مبدئيا إلي تصفية أعداء الولاياتالمتحدة, عشية الاجتماع بين رئيس الوزراء الباكستاني والرئيس الأمريكي. ومن المتوقع أن يجري بحث مسألة هذه الغارات التي تندد بها باكستان في مواقفها الرسمية أثناء اللقاء الذي يعقد بمناسبة أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء باكستاني إلي واشنطن في عهد أوباما. وقتل ما بين2000 و4700 شخص بحسب تقديرات مختلفة بينهم مئات المدنيين منذ العام2004 فيما يزيد عن300 غارة لطائرات أمريكية بدون طيار في المناطق القبلية شمال غرب باكستان, المعقل الرئيسي لمقاتلي طالبان ومجموعات أخري مرتبطة بتنظيم القاعدة علي الحدود مع أفغانستان.