علي شواطئ بحر قزوين تدور الآن مباراة حامية يترقب العالم نتيجتها المتمثلة في كيفية تقسيم موارد المنطقة من البترول والغاز والتي تجعلها في المرتبة الثانية بعد الشرق الأوسط في انتاج الطاقة. وفي ظروف استقطاب وخلافات حول كيفية الاستفادة من تلك الموارد تبرز سياسة كازاخستان التوافقية والتي تسعي للوصول الي نتيجة للمباراة يرضي عنها الجميع. حتي عام1991 كان بحر قوزين الذي يعد أكبر حوض مائي داخلي تبلغ مساحته نحو440 ألف كيلومترا مربعا, ويحتل المكانة الثانية بعد منطقة الشرق الأوسط من حيث إنتاج النفط, يخضع لدولتين هما روسيا وايران, بينما أصبح الآن يحد خمس دول و هي كازاخستان و روسيا و إيران و أذربيجان و تركمانستان لذا ظهرت ضرورة لوضع أساس قانوني جديد لتقسيم البحر بصورة متحضرة إلي قطاعات وطنية لا يخضع كل منها لدولة من الدول المطلة عليه حسب رؤية كازاخستان. و في عام1992 بدأت عملية التفاوض بين دول حوض قزوين بهدف صياغة وضع قانوني جديد للبحر وتمخضت المرحلة الأولي من المفاوضات عن ثلاثة آراء لحل المشكلة. فروسيا كانت تري ضرورة أن يكون بحر قزوين للاستخدام العام وتفرض كل دولة من دول البحر سلطتها علي حزام ضيق علي الشواطئ حيث يكون لها مطلق الحق في التنقيب في قاع البحر و استخراج موارده المعدنية. أما فيما يخص الموارد الطبيعية الموجودة خارج هذا الحزام الضيق فإنها- حسب الحل الروسي- يجب أن تبقي في الملكية المشتركة وكانت أذربيجان تتمسك بما يسمي بحل' البحيرة' و تقترح تقسيم المياه و القاع و باطن الأرض إلي قطاعات وطنية. وبين هذين الرأيين الحادين اتخذت كازاخستان موقفا متوازنا بأن يؤخذ بقواعد القانون الدولي المعمول به بأقصي درجة ممكنة وتقسيم القاع و موارده إلي مناطق اقتصادية توزع بين جميع الدول المطلة علي البحرعلي أن يكون للأطراف المختلفة مطلق الحق في التنقيب عن الموارد الطبيعية و استخراجها في حدود هذه المناطق. الموارد المتوافرة في القطاع الكازاخستاني وحده من البحر و الأراضي المتاخمة له يبلغ حسب تقديرات الخبراء من9-12 مليار طن من البترول و59 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. هذا الثقل الاقتصادي المنتظر أصبح يقابله ايضا سعي للعب دور سياسي, وهو ما اتضح في محاولة كازاخستان وسعيها الدءوب الان لكي تكون عضوا في مجلس الأمن فهي حسبما قال وزير خارجيتها ايرلان ادريسوف, فقد نضجت كازخستان كدولة مستقلة ساهمت في السلام العالمي والأمن والتنمية وتستطيع أن تقدم فوائد للمجتمع الدولي إذا تم انتخابها كعضو في مجلس الأمن. السيدة نبيلة سلامة سفيرة مصر في كازاخستان تؤكد هذا المعني بالقول ان كازاخستان لم تعد كما هو ماثل في الأذهان' جمهورية كازاحستان السوفيتية الاشتراكية' ولكنها استطاعت أن تسطر قصة نجاحها مبكرا بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في عام1992 وأصبحت دولة فاعلة علي الساحة الدولية. وأضافت أن الرئيس نور سلطان نزارباييف تولي السلطة في وقت كانت فيه الرهانات علي أن كازاخستان لن تنجح ولن تستمر علي قيد الحياة لأكثر من عام أو11 شهرا حسب الزعيم السوفيتي الأسبق ميخائيل جورباتشوف. وأوضحت أنه تم التركيز علي التنمية والاعلان عن تفكيك البرنامج النووي والتركيز علي التنمية رغم اغراءات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بتغطية تكاليف صيانة البرنامج.