بعد مفاوضات مكثفة استغرقت يومين, توصلت الولاياتالمتحدةوأفغانستان أمس إلي اتفاق جزئي حول بقاء القوات الأمريكية في كابول بعد عام4102, دون إنهاء مسألة أساسية تتعلق بالحصانة القضائية للجنود الأمريكيين. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك حضره الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري في باحة القصر الرئاسي بكابول مساء أمس الأول حول الاتفاق الذي سيسمح ببقاء ما بين5 آلاف و10 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان بعد انسحاب قوات الائتلاف الذي يقوده حلف شمال الأطلنطي( الناتو) العام المقبل والبالغ عددها87 ألف جندي. وقال كيري في كلمته إن قضية رئيسية شائكة تقف في طريق جهود التوقيع علي الاتفاق الأمني وهي منح حصانة قضائية للجنود الأمريكيين من القانون الأفغاني حال ارتكاب أحدهم جريمة. وأكد أنه إذا لم يكن هناك اتفاق حول هذه المسألة فلن يكون هناك اتفاق, مشيرا إلي أن العسكريين الأمريكيين الذين يرتكبون جرائم في أفغانستان سيخضعون للمحاكمة والعقاب ولكن وفقا لقوانين الولاياتالمتحدة. ورفض كيري عبارة الحصانة مذكرا بأن القوات الامريكية المتمركزة في دول أخري تخضع للنظام القضائي الأمريكي نفسه.ففي العراق, كانت الولاياتالمتحدة تعتزم إبقاء قواتها بعد عام2011 لكنها قامت في نهاية المطاف بسحب كامل قواتها بسبب رفض بغداد منح الحصانة لجنودها. ومن جانبه, صرح الرئيس الأفغاني بأنه تم التوصل إلي سلسلة اتفاقات حول الوجود الأمريكي في أفغانستان, مؤكدا أنه سيطرح قضية الحصانة القضائية للجنود الأمريكيين التي وصفها بأنها أعلي من سلطة الحكومة أمام اللويا جيرجا( مجلس الوجهاء والزعماء وشيوخ القبائل) في اجتماع من المقرر عقده الشهر المقبل للبت فيها, منوها إلي أنه سيسعي للحصول علي موافقة المجلس. كما أوضح كرزاي أن المحادثات ركزت علي حماية سيادة أفغانستان وأنه تم حل خلافات رئيسية ومنها طلب أمريكي بالقيام بمهام مستقلة لمكافحة الإرهاب علي أراض أفغانية. وشدد كرزاي علي' السيادة الأفغانية' وحماية المدنيين الأفغان خلال العمليات الأمريكية وهو ما أيده كيري في وقت لاحق قائلا إن الولاياتالمتحدة تحترم سيادة أفغانستان' الحرة والمستقلة'. وأضاف كرزاي أيضا أن الولاياتالمتحدة لن يسمح لها بالقيام بأي عمليات مستقلة دون موافقة من الحكومة الأفغانية. كما طلب كرزاي أيضا ضمانات أمريكية ضد أي هجوم أجنبي علي الأراضي الأفغانية في المستقبل بما في ذلك الهجمات الحدودية والقصف.