البمب والصواريخ و الشماريخ من أسوأ الظواهر التي ابتلي بها المصريون في الآونة الأخيرة بعد ثورة52 يناير في ظل غياب الأجهزة الرقابية المسئولة وانتشرت في المجتمع بصورة كبيرة حتي تحولت من وسيلة للبهجة والاحتفال الي كابوس يؤرق كل بيت, وبالرغم من التحذيرات الصحية المتكررة من خطورة هذه الألعاب, إلا أن عملية بيعها منتشرة بلا رقيب ولا حسيب. حيث يقوم بائعوها بترويجها بعد استيرادها وتهريبها أو من خلال تصنيعها بمصانع بئر السلم. ملايين الاطنان من الألعاب النارية طرحت في الأسواق خلال شهر رمضان الماضي, وهذه الأيام من المنتظر طرح المزيد من الكميات قبل عيد الأضحي وخلال العيد حيث اعتاد الأطفال التعبير عن فرحتهم من خلالها. وتقدر حجم تجارة هذه الألعاب بملايين الجنيهات بحسب تقديرات المراقبين, وفي ظل ما تشهده البلاد من أحداث مؤخرا من مظاهرات وأخري إرهابية وأحداث سياسية ساخنة تحدي تجار الالعاب النارية رجال الأمن والمجتمع ضاربين بالقوانين عرض الحائط, وفي الوقت الذي تقوم فيه قوات الأمن بعمليات مداهمة مستمرة وملاحقة الخارجين تمكنت خلالها من ضبط9720 قطعة من الألعاب النارية بالإسكندرية بدائرتي العطارين والمنتزه أول فقط غير باقي المحافظات وما تقوم به من حملات أمنية برغم تحذيرات الاطباء من أن هذه المواد تشكل خطرا علي مستخدميها من الاطفال فضلا عن أنها تسبب أحيانا حروقا في العين تؤدي إلي عاهات لا يمكن علاجها, موضحا أن الشرر والحرارة الناجمة عن هذه المفرقعات والرماد الناتج عنها يضر بالجلد والعين إذ ما تعرض له الاطفال بشكل مباشر, وليس الضرر الصحي فقط وايضا التلوث الضوضائي الناتج عن هذه المفرقعات وتنامي العنف لدي الاطفال من خلال استخدامهم للالعاب فضلا عن حالة الخوف والهلع التي تصيب الاطفال والكبار نتيجة الصوت المرتفع للمفرقعات وترك آثار نفسية سيئة لديهم, وهذه الالعاب منتشرة بصورة كبيرة في الأحياء الشعبية, وتباع بشكل علني في الاكشاك وعلي الأرصفة بشوارع وسط البلد مثل طلعت حرب و26 يوليو والاسعاف والعتبة. وتحقق تجارة تلك الألعاب القاتلة ربحا كبيرا وسريعا دون أدني مسئولية من مروجيها بالاضرار التي تخلفها سواء علي مستوي الصحة أو البيئة أو المجتمع أو علي صعيد الاقتصاد الوطني, لذلك يجب علي الأسرة والمدرسة أن تعي مخاطر هذه الألعاب وتوجه الأطفال الي مخاطرها وتبعدهم عن استخدامها, وليس الأسرة والمدرسة فقط, بل أيضا ائمة المساجد ومن خلال عقد ندوات توعوية وتثقيفية لأولياء الأمور بالتليفزيون ووسائل الإعلام المختلفة, وأن يتكاتف الجميع من أجل مواجهة هذه الظاهرة السيئة إعلاء لمصلحة الوطن.