عندما يتعلق الأمر بهيبة الدولة, لا تتواني الولاياتالمتحدة نفسها عن تطبيق كل ما تراه مناسبا من إجراءات, حتي وإن دعت للنقيض عالميا بدعوي دفاعها عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. فقد كشف تقرير أمريكي النقاب عن أن السلطات الأمريكية خرقت القوانين المتعلقة بالحياة الخاصة للمواطنين آلاف المرات خلال العامين الماضيين, بل وألقت القبض أمس الأول علي عشرات الأشخاص, من بينهم ثمانية أعضاء بالكونجرس, لمشاركتهم في محاولة لتنظيم عصيان مدني ضمن مظاهرة للمطالبة بإصلاح قوانين الهجرة أمام مبني الكابيتول هيل, وكان من بين الذين تم إلقاء القبض عليهم القيادي في مجال حقوق الإنسان جون لويس-73 عاما- عضو مجلس النواب الذي شارك في تدريس فن المقاومة السلبية للنشطاء خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وأشار التقرير نفسه, والذي أعده مركز برينان من أجل العدالة التابع لجامعة نيويورك, إلي تجسس الولاياتالمتحدة علي مواطنيها, لدرجة أنه تم عمل ملف إلكتروني لكل مواطن أمريكي, وتم تخزينه لفترة طويلة لدي وكالات المخابرات الأمريكية, مؤكدا أن عمليات جمع وتخزين هذه المعطيات كانت تتم غالبا بدون وجود أي علاقة مع تهديدات إرهابية محددة, وهو ما يفتح الباب أمام ما وصفه التقرير بتجاوزات ضد الحريات.