قبل24 ساعة من إعلان إفلاس الحكومة الأمريكية وتسريح800 ألف موظف, دخلت أزمة الميزانية الحكومية أمس طريقا مسدودا بمصادقة مجلس النواب الأمريكي مساء أمس الأول علي مشروع قانون مؤقت للموازنة يرجئ تطبيق خطة الرئيس باراك أوباما لإصلاح النظام الصحي المعروفة باسم أوباما كير وتلغي ضريبة علي التجهيزات الطبية كانت جزءا من مشروع الإصلاح, الأمر الذي يمهد لرفض مجلس الشيوخ الأمريكي الأكيد لمشروع القانون المطروح والذي يأتي كتحد صريح لتهديدات الرئيس الأمريكي باستخدام حق الرفض( الفيتو) ضد أي مشروع موازنة يرفض تمويل مشروع( أوباما كير) للتأمين الصحي. وذلك وسط توقعات بإصابة الحكومة الفيدرالية بشلل كامل بحلول صباح غد الثلاثاء في حالة فشل الكونجرس في الاتفاق علي مشروع وسطي للموازنة يرضي جميع الأطراف قبل منتصف ليل اليوم. فقد علت أصداء الحرب الجمهورية- الديمقراطية الساخنة أمس الأول في أعقاب مصادقة مجلس النواب الأمريكي ذو الغالبية الجمهورية بأغلبية231 صوتا مقابل رفض192 صوتاعلي اجراءات لتمويل الحكومة الفيدرالية حتي15 ديسمبر المقبل الذي أقره مجلس الشيوخ قبل يومين, ولكن بعد إضافة تعديلين ينصان علي تأجيل تطبيق مشروع( أوباما كير). ومن المتوقع أن يصادق مجلس النواب علي نص ثان يضمن للجنود الأمريكيين رواتبهم في حال إغلاق الوكالات الفيدرالية جزئيا اعتبارا من غد الثلاثاء. وهو الأمر الذي أثار حفيظة المعسكر الديمقراطي داخل الكونجرس, حيث سارع هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ للتنديد بمشروع القانون الجديد ووصفه بأنه بلا مغزي. وتعهد بتأكيد رفض المجلس القاطع لأي مشروع موازنة تتجاهل خطة إصلاح النظام الصحي في البلاد أو حتي الضريبة علي الأجهزة الطبية, والتي تبلغ نسبتها2.3% وتهدف إلي تمويل خطة التأمين الصحي. كما شدد علي أن الرئيس الأمريكي سيستخدم هو الآخر حق الفيتو للقضاء عليه نهائيا. ويؤكد المراقبون ضرورة موافقة ثلثي أعضاء الكونجرس بمجلسيه علي أي مشروع قانون لإبطال الفيتو الرئاسي, وهو أمر مستحيل في الوقت الراهن نظرا للخلافات الحادة المشتعلة في أروقة الكونجرس الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين, لتصبح الحكومة الفيدرالية الأمريكية أقرب ما يكون للإفلاس وإغلاق أغلب أنشطتها للمرة الأولي منذ17 عاما. ومع تصاعد أجواء الأزمة في واشنطن, حذر النائب الجمهوري سكوت ريجل علي حسابه علي موقع تويتر للتواصل الاجتماعي من أن مجلسي النواب والشيوخ كقاطرتين تسيران الواحدة نحو الأخري ببطء.