يوما بعد يوم ينكشف المستور, مع انفراط حبات عقد من الخيانة لجماعة أرادت أن تحتل مصر, فأدركت منذ الأيام الأولي لتأسيسها, أن ليس لها حليف يمكنها من هذا المشروع الإسلامي- الامبريالي , سوي حليف واحد, الولاياتالمتحدة, بعد أن أدركت انه في لحظة تاريخية قادمة لا محالة, لن يكون حليفها بأي حال الشعب المصري. تصورت الجماعة انه عندما ينكشف غطاؤها, ويدرك المصريون, أنها لم تول قبلتها تماما باتجاه الأرض المقدسة, ولكنها ولتها باتجاه واشنطن, لن يكون لها من ظهر يمكنها ويحميها سوي الولاياتالمتحدة, ووفقا لهذه العقيدة, عملت منذ نحو ثمانين عاما علي التغلغل في أروقة واشنطن, وعملت بكل جهدها للوصول إلي البيت الأبيض تحديدا, إلي أن كان تحالفها الغامض التفاصيل مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما, ولكن من قبله تنجلي حلقة جديدة من حلقات كشف المستور, ألا وهي علاقة التنظيم العالمي لجماعة الإخوان بعائلة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون, ومن بعده هيلاري كلينتون, فمع سقوط المتحدث الإعلامي للجماعة, جهاد الحداد, تنكشف علاقته البعيدة بعائلة كلينتون, من خلال مؤسسة كلينتون التي تولي الحداد بنفسه مهمة تأسيسها في القاهرة. بعد إلقاء القبض علي جهاد الحداد, يوم الثلاثاء الماضي, بتهمة التحريض علي العنف, كشفت العديد من الصحف الأمريكية, أن جهاد كان قد عمل لمدة خمس سنوات في مؤسسة ويليام جيفرسون كلينتون في مصر, وهي مؤسسة غير ربحية أسسها بيل كلينتون في مصر, وكان جهاد بالإضافة إلي تولي مهمة تجهيز مكتب المؤسسة وتقديم أوراق تسجيلها الرسمي في القاهرة, قد عمل مديرا لها في الفترة من أغسطس2007 حتي أغسطس2012, عندما قدم السيد جهاد الحداد استقالته من مؤسسة كلينتون, للعمل كأحد معاوني الرئيس السابق محمد مرسي, بجانب والده عصام الحداد الذي كان يعمل مستشار الرئيس المعزول للشؤون الخارجية, وبعد شهر واحد من تقديم جهاد لاستقالته, رتب لتقديم مرسي أول خطاب رسمي له في مبادرة كلينتون العالميةCGI, وهي واحدة أخري من المؤسسات غير الربحية التي أنشأها كلينتون لتعزيز برامج ما يعرف' بالديمقراطية'. وفي نفس الوقت الذي كان فيه الحداد يعمل في مؤسسة كلينتون, كانت الجماعة قد اختارته كأحد المستشارين الإعلاميين والمتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة في مايو2011, ذلك بالإضافة إلي اختياره لوضع الخطوط العريضة لما يعرف بمشروع النهضة, وهي الخطوط التي قال فيما بعد انه استلهم خطوطها التنفيذية من خلال المهارات التي اكتسبها أثناء عمله في مؤسسة كلينتون بالقاهرة, ومبادرة كلينتون أيضا, وهي المبادرة التي عمل بها واعد من خلالها ورش عمل لصناعة القرار السياسي وعرض تصورات المبادرة في القاهرة, إضافة إلي عرض مشاريعها علي كبار المسئولين في الحكومة, وذلك من بين مهام أخري. والواقع أن تاريخ إنشاء مكتب المؤسسة في حد ذاته يثير الكثير من الأسئلة حول سبب صمت الحكومة المصرية في ذلك الوقت علي هذا النوع الغامض من التزاوج بين جماعة الإخوان والرئيس الأمريكي الأسبق, ويثير أيضا الكثير من الحنق حول حقيقة أن تهاون نظام مبارك في هذا الشأن وصمته تجاه هذه التجاوزات لسبب ما, دفع ثمنه فيما بعد الشعب المصري علي مدار عامين ونصف تقريبا بدخوله متاهة لا يعلم مداها إلا الله, ويذكر للحداد انه عندما قامت ثورة30 يونيو في أرجاء مصر, انبري الحداد ليصف أكثر من30 مليون مصري ب'البلطجية', في الصحافة ووسائل الإعلام الغربية. العلاقة بين بيل كلينتون وتنظيم العالمي للإخوان, هي علاقة معقدة ومتشابكة, تعود وفق بعض المصادر إلي شهر ديسمبر من عام1995, عندما دعي زعيم مجلس الشؤون الإسلاميةMPAC, ماثر حتحوت إلي البيت الأبيض في عهد كلينتون, لمناقشة كيفية عقد اتفاق سلام في البوسنة, وهو المجلس الذي عرف فيما بعد ارتباطه بجماعة الإخوان المصرية, وقد تأسس عام1986, واعتبر منذ ذلك الحين ذراع اللوبي السياسي لجماعة الإخوان في الولاياتالمتحدة, وكانت الكثير من التساؤلات قد طرحت في الصحافة الأمريكية عندما دعيت هيلاري كلينتون لمأدبة غداء أقامها المجلس في مايو1996, تلتها زيارتها لرابطة النساء المسلمات في يناير1998 وهي رابطة تابعة لمجلس الشؤون الإسلامية, وأشارت لوجود علاقات وثيقة مع الرابطة استمرت وفقا لبعض المصادر الأمريكية حتي عام2000, عندما عملت هيلاري علي وضع مدير المجلس سلام المراياتي, في مجموعة القادة العرب الأمريكيين للقاء الرئيس وقتها بيل كلينتون في البيت الأبيض, في أغسطس2000 اختار بيل كلينتون الدكتور حتحوت ليكون ممثل تقديم طلبات المجلس في مؤتمر الحزب الديمقراطي, يذكر أيضا أن عبد الرحمن العمودي, المدير السابق لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ومؤسس مجلس العلاقات السلامية الأمريكية ومجلس المسلمين الأمريكيين, كان هو من صاغ لبيل كلينتون اثناء وجوده في البيت الأبيض, وثيقة رئاسية بعنوان' التعبير الديني في المدارس' ويري المراقبين انه منذ ذلك الوقت توطدت العلاقة بين أعضاء المجلس وعائلة كلينتون, وكانت مجلة ناشونال ريفيو الأمريكية قد نشرت تقريرا مفصلا عن علاقة هيلاري كلينتون بمساعدتها المقربة هوما عابدين, التي كشف التقرير عن علاقة عائلة عابدين بالشيخ يوسف القرضاوي, وفي الوقت الذي كانت فيه هوما عابدين تعمل رسميا كمساعدة لهيلاري كلينتون وزيرة للخارجية الأمريكية السابقة, وهي زوجة عضو الكونجرس السابق انتوني وينر, عن ولاية نيويورك, كانت أيضا تعمل كمحررة في مجلة شؤون الأقليات المسلمةJMMA وهي مجلة لنشر النسخة الوهابية من التعاليم الإسلامية أنشئها, عبد الله نصيف, المتهم بأنه احد ممولي تنظيم القاعدة, وكان يشرف عليها والد هوما الدكتور زين عابدين وتصدر المجلة تحت إدارة الجمعية العالمية للشباب المسلمين في الولاياتالمتحدة وهي واحدة من أكثر المنظمات تطرفا, وعندما توفي الدكتور عابدين, تولي تحرير المجلة والدة هوما, الدكتورة صالحة عابدين الناشطة النسائية في جماعة الإخوان, والتي عملت أيضا من قبل كعضو مجلس إدارة في المجلس الإسلامي العالمي للإغاثة والدعوةIICDR وهي جماعة تضم86 منظمة إسلامية, مرتبطة بالتنظيم العالمي للإخوان. يبقي تساؤل ملح هل يدرك المانحون في مؤسسات آل كلينتون, أن تبرعاتهم قد استخدمت لمساعدة الإرهابيين علي محاربة حقوق الفرد والمجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط, وعلي تمكين الإخوان من تأسيس دولة ثيوقراطية استبدادية في مصر...إلا أن جاء الخلاص.