من التشجيع اللائق ومساندة الفرق داخل المستطيل الأخضر تحول الالتراس أهلاوي والوايت نايتس زملكاوي إلي ظاهرة خطيرة تهدد الكيان الكروي بأكمله بعد أن تجاوزت كل الخطوط الحمراء. وأمتد الشغب خارج الملاعب فبعد ساعات من حادث الاعتداء علي لاعبي الأهلي قبل سفرهم إلي جوهانسبرج, خرجت مجموعة الوايت نايتس لتقتحم نادي الزمالك, وأشعلت النيران وحرقت السيارات في مشهد مؤسف للغاية بل هددت رئيس النادي ممدوح عباس بالقتل. واذا استمر الحال علي تلك التجاوزات الصارخة فسوف يهدد مستقبل كرة القدم في مصر بل الرياضة بشكل عام, ولهذا يجب أن تتحرك جميع الجهات المعنية لوضع حد لتلك التصرفات الطائشة من قبل الالتراس والوايت نايتس خاصة, ونحن مقبلون علي مباراة مهمة أمام غانا. وحول أسباب هذا الموقف العدائي كان هذا التحقيق لاستطلاع آراء المهتمين بشئون الكرة. في البداية يقول الخبير الأمني اللواء طلعت طنطاوي مدير مكافحة الارهاب الدولي السابق أن جماهير الألتراس ظاهرة تم اختراقها من قبل البعض عن طريق انتمائهم للرياضة بعد أن أظهروا قدراتهم علي الحشد في ثورة25 يناير ثم الظهور في تجمعات ضخمة في العديد من المناسبات الأخري لذلك كان اختراقهم سهلا, ومن ثم تم توظيف هذا التجمع الرياضي الجميل بأهدافه السامية لتحقيق أغراض سياسية أخري, واستخدامه في غير الهدف الأساسي الذي تأسس من أجله, وفي رأيي الشخصي لابد من اعادة تقييم الامور من خلال ثلاث مراحل أساسية أولها أن يقوم قيادات الألتراس المعتدلة بعمل فصل وإعادة تثقيف القاعدة العامة من جمهور شباب الألتراس, وهؤلاء القيادات هم من سيرشدون عن الخارجين علي القانون ويضيف طنطاوي أنه ثبت بالدليل القاطع أن لهؤلاء أجندة تمويلية ليس لها علاقة بكرة القدم وذلك من خلال أطراف عديدة تريد حدوث حالة من الارتباك, وعدم الاستقرار في الشارع المصري ومن هنا يأتي دور الأمن في المرحلة الثانية بعد الفصل والتنقية في الكشف عن هؤلاء بالصوت والصورة ووضع أسمائهم في خارج مدرجات الاستاد حتي يعلم المجتمع أنهم السبب في زعزعة الاستقرار وبالتالي لفظهم من الناحية المجتمعية, كما يحدث الآن مع جماعة الاخوان التي يقاومها المجتمع الآن. ويؤكد طنطاوي أن الأمن قادر علي كشف هؤلاء وعلاجهم من الناحية النفسية والفنية لعودتهم مرة أخري للانضمام للمجتمع كأفراد عاديين.. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي التثقيف من خلال النخبة والمثقفين الذين يعشقون كرة القدم ممن يتمتعون بالاحترام في الوسط الكروي والاعلام الرياضي. من جانبه يؤكد حسن الشاذلي أنه بعد ثورتي25 يناير2011 و30 يونيو2013 حدث انفلات أخلاقي في جميع المجالات وليس في الرياضة والالتراس والوايت نايتس الزمالك فقط فأصبح لايوجد ضابط ولا رابط للامور مشيرا إلي ان الالتراس كان يحضر المباريات في الماضي للتشجيع فقط اما في الوقت الحالي تحول الموضوع من التشجيع الرياضي إلي التظاهرات السياسية مشددا علي وجود أياد خفية تحرك الالتراس والوايت نايتس حاليا لانه في الماضي كان الاهلي يستطيع السيطرة علي الالتراس بسهولة أما الآن فيقوم الألتراس بسب نجوم الأهلي في الوقت الذي يحقق فيه انتصارات, ونتائج طيبة في ظل توقف النشاط الكروي والخسائر التي تتكبدها الأندية. بينما يري علاء عبدالعال المدير الفني لفريق الداخلية ان الجميع كان يشيد في الماضي القريب بالالتراس ولكن الان اصبحت ظاهرة الالتراس والوايت نايتس سيئة للغاية وذلك لحذوها في غير الطريق المرسوم لها من التشجيع, ويقول طلعت يوسف المدير الفني للفريق الأول بنادي الاتحاد السكندري ان الجماهير هي عصب الملاعب ولولا الجماهير ما وجدنا نجوما تألقت.. ولكن مايحدث من قلة يسيء إلي الجميع, وأعتقد ان هناك نسبة كبيرة من الجماهير واعية, واذا كانت هناك بعض الأطراف تحاول ان تدفع ببعض الشباب, في تحويل اللقاءات الكروية سواء المحلية أو الدولية إلي ساحات للشجار فهذا لن يدوم طويلا لانه يوجد في مصر جماهير واعية تعلم ان مايحدث تستغله بعض الأطراف ليكون هدفا لإثارة القلاقل في المجتمع من أجل مصالح شخصية.