شهد يوم أمس تصعيدا خطيرا للعنف الطائفي في باكستان, بعد أن لقي60 شخصا علي الأقل مصرعهم أمس وأصيب أكثر من100 آخرين في هجوم انتحاري مزدوج نفذه مسلحان أمام كنيسة لدي خروج المصلين من قداس في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان. وذكرت شرطة بيشاور ومصادر طبية في باكستان أن انتحاريين فجرا نفسيهما خارج كنيسة في مدينة بيشاور الواقعة شمال غربي باكستان لحظة خروج المصلين عقب الفراغ من قداس الأحد, مما أسفر عن مقتل61 شخصا وإصابة120 آخرين. ومن جانبه, صرح محمد نور, مسئول بشرطة مدينة بيشاور, بأن حصيلة الضحايا مرشحة للزيادة نظرا لأن عددا كبيرا من المصابين في حالة حرجة بمستشفيات إقليم خيبر باختون خوا. من جانبه, أعلن صهيب زادة, أحد أبرز مسئولي بيشاور أن الانتحاريين فجرا أنفسيهما عقب انتهاء القداس مباشرة, مضيفا أننا نعيش في منطقة يستهدفها الإرهاب وفي هذه المنطقة ترتيبات أمنية خاصة لحماية الكنيسة التي تم استهدافها, ونحن الآن في مرحلة الإنقاذ ولذا فإننا عقب الانتهاء منها سنجري تحقيقات لمعرفة الأخطاء التي وقعت, وذلك في إشارة إلي جوانب القصور الأمني التي مكنت الجناة من القيام بالهجوم. وعلي صعيد متصل, ذكر نظير خان, أحد شهود العيان ومدرس في الخمسينيات من عمره أنه بمجرد انتهاء القداس وقيام نحو400 مصلي بتبادل التهاني وقع الانفجار, موضحا أن كان ضخما وألقي به علي الأرض, وبمجرد أن استعاد وعيه وقع انفجار ثان. بينما قال ظهير الإسلام, نائب مفوض الشرطة لقناة جيو التليفزيونية الخاصة, أن600 شخص كانوا داخل الكنيسة عندما وقع الانفجار. وفي السياق ذاته, أشار محرر وكالة الأنباء الفرنسية أن أقارب الضحايا أغلقوا طريق الشاحنات الرئيسي بجثامين ذويهم القتلي احتجاجا علي وقوع الحادث. من جانبه, ذكر أحد أعضاء برلمان إقليم خيبر بختون خوا أن الإقليم به200 ألف مسيحي70 ألف منهم يعيشون في مدينة بيشاور, محذرا أنه عقب هذا الهجوم فإن المسيحيين في مخلتف أنحاء باكستان سيخافون علي حياتهم. وفي تلك الأثناء, أصدر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بيانا أدان فيه الهجمات, موضحا أن الإرهابيين لا دين لهم وأن استهداف الأبرياء ضد تعاليم الإسلام وجميع الأديان, وأضاف أن أعمال الإرهاب الفظة تعكس وحشية وعدم إنسانية أفكار هؤلاء الإرهابيين. ويعد هذا الحادث أكبر هجوم دموي يتعرض له المسيحيون في باكستان البلد الذي يدين أكثر من95% من سكانه بالإسلام. ويمثل المسيحيون3% فقط من التعداد السكاني وغالبا ما يتعرضون للتمييز لكن نادرا ما يستهدفون باعتداءات.