أصبح مرض السرطان وباء وشبحا يطارد البسطاء في مدن وقري مصر, ففي الفترة الأخيرة تزايدت أعداد المصابين بشكل مخيف يقابله نقص وانكماش في الخدمات الطبية للمرضي بالمستشفيات الحكومية لارتفاع تكلفة العلاج حتي أصبح المرض يشن حربا شعواء ضد الفقراء ويفتك بعشرات الآلاف منهم سنويا, ورغم الألم الشديد الذي يعانيه المريض فإن أهله يقتلهم الحزن حين يرونه يصارع المرض ولا يستطيعون انقاذه في ظل التكاليف الباهظة وعدم وجود مستشفيات قادرة علي استيعاب المرضي وعلاجهم مما دعا أبناء الاسكندرية الشرفاء من رجال الأعمال بأموالهم والأطباء المتخصصين في علاج الأورام بمجهوداتهم التعهد بعلاج غير القادرين خاصة بالأحياء الشعبية والمناطق العشوائية والنائية بالمجان حتي الشفاء فأسسوا جمعية خيرية بموجبها انشأوا مركزا متخصصا عام2006 لعلاج مرضي الأورام الفقراء بالمجان علي مساحة3.5 ألف متر مربع تبرعت بها المحافظة ووصل عدد المترددين علي المركز إلي80 ألفا سنويا من محافظات الاسكندرية والبحيرة ومطروح والغربية وكفر الشيخ وغيرها لعلاجهم, ومع تزايد عدد المرضي عاما بعد الآخر واستحالة حجز الحالات الحرجة بالمركز, قرر الشرفاء تطويره بانشاء مبني جديد بجواره يضم85 سريرا وتحويله لمستشفي بتكاليف100 مليون جنيه يفتتح في ديسمبر المقبل يتيح للمريض الفقير الإقامة المجانية والراحة من مشقة السفر يوميا للحصول علي العلاج بالمركز, المشكلة الحالية التي لاحظها ملحق المحافظات تكمن في توفير بعض الأجهزة التي تصل تكلفتها إلي30 مليون جنيه بالإضافة إلي اعتراض إدارة مشغل الحديقة الدولية علي استقطاع400 متر لضمها للمستشفي الذي تم انشاؤه علي مساحة ألفي متر رغم موافقة المحافظة والمسئولين المعنيين, بداية يؤكد الدكتور عاصم رستم مدير عام مركز أيادي المستقبل لعلاج الأورام واستاذ واستشاري أورام مستشفي رويال مارسدني بانجلترا, أنه لعدم وجود برامج فحص دوري في مصر نتج عنها تشخيص فيما لا يقل عن60% من حالات الاورام في مراحل متأخرة, وفي المستشفي الجامعي بالاسكندرية كان لا يوجد الا جهاز معجل خطي واحد لا يكفي لعلاج المرضي وذلك دعا مجموعة من رجال الأعمال بالمدينة واثنين من أطباء الأورام الوطنيين إلي تأسيس جمعية أيادي المستقبل لعلاج الأورام ويكون هدفها الأساسي تقييم ما هو جديد في حقل علاج الأورام للمرضي غير القادرين من الرجال والنساء والأطفال بدون مقابل وتنفيذ برامج توعية لأهالي الاسكندرية والمحافظات المجاورة ووضع برنامج للفحص الدوري والتشخيص المبكر لأمراض الأورام لسهولة علاجها بتكلفة بسيطة, وفي عام2006 تم انشاء مركز أيادي المستقبل علي مساحة3.5 ألف متر مربع تبرعت بها المحافظة بالحديقة الدولية من مشتل الحديقة في عهد المحافظ عبد السلام المحجوب وذلك بتكلفة30 مليون جنيه وأصبح المركز بداية من2007 يستقبل المرضي غير القادرين وعلاجهم وتوفير الأدوية لهم وكل ما يتصل بالمرض بالمجان, موضحا أنه تم توفير بالمركز معجل خطي ثالث وهو أول جهاز في الشرق الأوسط وإفريقيا لغلاء سعره وكيفية تشغيله, بالإضافة إلي توفير أحدث تقنية في العلاج الاشعاعي بالمركز الذي يعتبر المكان الوحيد في مصر يقدم هذه الخدمة وغيرها من الأجهزة والامكانات المتوافرة من تبرعات رجال الأعمال وأصحاب القلوب الرحيمة بالاسكندرية وبعض رجال الأعمال المصريين بالدول الغربية, وأوضح الدكتور عاصم رستم, أنه بالرغم من تقدم العمل بالمركز الذي أصبح يتردد عليه يوميا ما يزيد علي450 مريضا ويعالج بالكيماوي50 مريضا وبالاشعاع250 مريضا يوميا بالإضافة إلي العديد من المترددين علي عيادات المتابعة والأشعة التشخيصية والمعمل, وأن نحو40% من المرضي يأتون من خارج الاسكندرية ويحتاجون علاجا يوميا لفترة من4 إلي6 أسابيع وذلك يسبب لهم عناء صحيا وماديا للمرضي الفقراء مما يستوجب معه إقامة المريض لحين انتهاء العلاج والمركز لا يسمح بالإقامة مما استلزم انشاء مستشفي لتقديم هذه الخدمة, ويقول المحاسب حسن عمر مدير المركز إنه نظرا للزيادة المستمرة التي تصل إلي نسبة25% سنويا للمرضي المترددين80 ألفا أصبحت الامكانات والأجهزة والادوية الموجودة بالمركز لا تسمح باستيعاب النسبة المتزايدة بالإضافة إلي استقبال حالات عديدة من مرضي المستشفيات الحكومية والمراكز المتخصصة عند تعطل أجهزتها أو حالات العلاج الاشعاعي علي كامل جسم المريض وأيضا الحالات التي يزيد وزنها علي120 كيلو جراما وذلك من كلية طب الاسكندرية ومعهد أورام القاهرة ومستشفي دمنهور للأورام وغيرها علاوة علي الحالات الأجنبية المغتربة مثل الليبيين ومؤخرا السوريين, وبعرض الأمر علي الراغبين من رجال الأعمال ومقدمي الخير وافقوا علي دعم انشاء مستشفي بجوار المركز وضمه إليه وذلك بتكلفة100 مليون جنيه, وبالفعل وافق المحافظ الاسبق ووزير الإدارة المحلية الحالي اللواء عادل لبيب علي تخصيص ألفي متر مربع لانشاء المستشفي الذي انتهينا من أنشائه وحاليا في مراحل التشطيبات الأخيرة والذي يضم45 حجرة تحتوي علي عدد85 سريرا منها خمسة أجنحة مخصصة لعلاج القادرين علي نفقتهم لدعم غير القادرين وذلك لوجود بالمستشفي عدد15 استشاريا عالميا متخصصين في علاج الأورام يعملون بدون مقابل مادي, مؤكدا أن المستشفي تقرر افتتاحه خلال شهر ديسمبر المقبل لاستقبال المرضي وعلاجهم بالعلاج التخفيضي الذي سيطبق لأول مرة في مصر لرفع المعاناة عن المرضي الفقراء, بمعني أن المريض الفقير بعد علاجه بالاشعاع والكيماوي والمسح الذري ولم تتحسن حالته كما يجب سيقيم بالمستشفي إقامة كاملة بالمجان لتخفيف المرض تحت إشراف الدكتور عاصم رستم, وأنه جار توفير معجل خطي رابع وجهاز أشعة مقطعية وأجهزة حديثة للمعامل تصل أسعارها إلي27 مليون جنيه, وأوضح أن المشكلة الحقيقية حاليا تكمن في اعتراض إدارة مشتل الحديقة الدولية في منح المستشفي مساحة بطول80 مترا وعرض خمسة أمتار لاستكمال مساحة الألفي متر المخصصة من المحافظة للمستشفي وبموافقة المسئولين المعنيين, موضحا أن أحد رجال الأعمال المصريين المقيم في سويسرا يتبرع دائما بالاجهزة والمعدات الحديثة التي تصل أثمانها إلي عشرات الملايين بالإضافة إلي الأدوية الكيمائية الشهرية التي يحتاجها المرضي.